ترتيلة فتح الستارة وترتيلة القرابين في القداس الكلداني
ܥܘܢܝܬܐ ܕܩܢܟ̈ܐ ܥܘܢܝܬܐ ܕܐܪ̈ܙܐ
صورة لمذبح المعهد الكهنوتي في عينكاوا
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
لفهم معنى وسياق هاتين الترتيلتين القديمتين، وحركتهما أكتب هذا البحث المقتضب، ليكون أداؤهما أكثر تناغماً وتفاعلاً مع الوضع الحالي.
ترتيلة فتح الستارة: ܥܘܢܝܬܐ ܕܩܢܟ̈ܐ
ترتيلة فتح بوابة أو ستارة “قدس الأقداس” تختلف بحسب الزمن الليتورجي من أحد الى أحد ومن عيد الى آخر. تشير هذه الترتيلة عموماً الى مناسبة الاحتفال، والى الصليب.
كان للريازة الكنسية سابقاً قيمة كبيرة خصوصاً أنها كانت متأثرة بريازة هيكل اورشليم: مثل بيما ومنصات القراءات، وستارة الهيكل التي تَفصل قُدس الأقداس عن بقية الأجزاء والمذبح الخ. اليوم تطوّر المجتمع واختلفت الثقافة والأفكار واختلفت الريازة – الهندسة الكنسية فلا توجد بوابة ولا ستارة. ويَحتَفل الكاهن بالقدّاس ووجهه باتجاه المُصَلّين وتشترك فيه الجوقة والشمامسة والمصلون، كلٌّ بحسب دوره. لذلك يمكن إعتماد هذه الترتيلة كترتيلة دخول الكاهن والشمامسة بزياح الى الخورس – الهيكل، خصوصاً انها تشير الى الزمن الطقسي والى الصليب. فهي مناسبة لهذا التطواف.
واليكم ترتيلة الأحد الأول لزمن البشارة سوبارا بلحن ܣܵܗ̈ܕܹܐ ܒܪ̈ܝܼܟܹܐ
اسمعوا هذا أيّها الشعوب جميعاً: قال الملاك جبرائيل لزكريا، سيصير لك إبن، تدعوه يوحنا، وهو من سيعُد الطريق أمام ابن الملك (المسيح) الآتي بالمجد لخلاص كل البرايا.
المجد للآب… الصليب الذي غدا سبب الخيرات، به تحرَّر جنسنا المائت. وقد صار لنا سوراً منيعاً للتغلُّب على الشرير وحبائله (حوذرا المجلد الاول ص60).
ترتيلة تطواف القرابين: ܥܘܢܝܬܐ ܕܐܪ̈ܙܐ
هذه ترتيلة خاصة تشير الى الافخارستيا (القرابين) التي يُحتَفَل بها. عموماً تبدأ التراتيل بآيات المزامير مختارة بدقة كما نراها في ترتيلة القرابين. يستلم المحتفل (اُسقفاً كان أو كاهناً) القرابين، ويمسك الكأس بيمينه وصينية الخبز بيساره ويجعل يديه على شكل الصليب ويتلو صلاة التقدمة. ولا يوجد ذكر لقرع الكأس بالصينية ثلاث مرات أثناء تلاوة صلاة التقدمة1.
هذه الترتيلة الخاصة تسمى ترتيلة الأسرار ܕܐܪ̈ܙܐ. العديد من هذه التراتيل جزء من الابتهال الى الروح القدس ليَحلّ على القرابين، فيقدّسها ويحولها الى جسد المسيح ودمه كما جاء في صلاة دعوة الروح القدس بعد صلوات التذكارات، لان في قداس أداي وماري لا يوجد نص التأسيس (الكلام الجوهري).
للمحتفل دور خدَمي مهم في إتمام السرّ لأن الدور الرئيسي هو للروح القدس…
ترتيلة القرابين في الأحد السابع للرسل:
ܐܲܝܢܵܐ ܕܖܲܟܼ̈ܝܵܢ ܐܝܼܖܵܘ̈ܗܝ ܘܲܓܼܒܸܐ ܒܠܸܒܹܿܗ؛ ܟܵܗ̇ܢܵܐ ܡܵܐ ܕܥܵܐܹ̇ܠ ܩܖܵܡ ܡܲܖܒܲܚ ܩܘܼܖܫܵܐ. ܐܝܼܖܵܘ̈ܗܝ ܕܲܟܼܝܵܐܝܼܬܼ ܦܵܫܹ̇ܛ ܠܲܫܡܲܝܵܐ. ܘܲܡܙܲܡܸܢ ܠܪܘܼܚܵܐ ܘܢܵܚ̇ܬܵܐ ܡ̣ܢ ܪܵܘܡܵܐ. ܘܲܡܩܲܕܿܫܵܐ ܦܲܓܼܪܹܗ ܘܲܖܡܹܗ ܕܲܡܫܝܼܚܵܐ.
مَن يداهُ طاهرتان ومختارٌ في قلبه: عندما يدخل الكاهن الى مذبح الأقداس، ويبسط يديه الطاهرتين الى السماء ويدعو الروح ليأتي من العُلا ويقدّس جسد المسيح ودمه (حوذراء جزء 3 ص 156).
هذه الترتيلة تتغير بحسب المناسبة أي الزمن الليتورجي.
في السابق كانت ترتل ترتيلة واحدة ثابتة.
ܡܣܒܪܘ ܣܒܪܝܬ ܒܡܪܝܐ مقتبسة من ترتيلة الأسرار الأحد الأول للبشارة (حوذرا جزء ا ص60). لاحقاً اُستخدمت للاحتفال بالاسرار من دون القداس، بخاصة في أيام اسبوع الصوم الكبير حيث لم يكن يُحتَفل بالقداس الذي كان مقتصراً على أيام الآحاد والأعياد والتذكارات. ولم يكن في الآحاد صيام. يدعى هذا الاحتفال السرّي ܐܪܙܢܝܬ.
عناصر هذه الرتبة ثابتة ليس فيها قراءات ولا رتبة تقديس، إنما ينتقل الى رتبة التوبة الاستعدادية ثم المناولة.
اتكالاً اتكلت على الرب: هوذا جسد المسيح ودمه الثمين على المذبح المقدس، فلندنُ منه (لاقتباله) جميعاً بتقوى ووقار، ولنرتل له مع الملائكة قدُّوس قدُّوس قدُّوس الربّ الاله.
لقد ثبتنا في التجديد الحالي الترتيلة الجميلة أدناه بلحنها الشجي:
ܩܘܼܪܒܵܢܵܐ ܢܩܲܪܸ̇ܒܼ ܠܐܲܠܵܗܵܐ: ܗܵܐ ܡܙܲܡܢܝܼܬܘܿܢ ܠܚܲܝܹ̈ܐ ܚܲܕܬܹ̈ܐ، ܕܦܲܓܼܪܵܐ ܘܲܕܡܵܐ ܡܚܲܣܝܵܢܵܐ ܨܲܒܸܬܼܘ ܩܢܘܿܡܲܝ̈ܟܘܿܢ. ܘܒܲܙܡܝܼܪ̈ܵܬܼܵܐ ܕܪܘܼܚܵܐ ܫܲܒܲܚܘ ܘܐܲܘܕܲܘ ܠܒܲܪ ܡܲܠܟܵܐ ܕܲܢܚܸܬܼ ܨܹܐܖܲܝܢ ܘܦܲܪܩܲܢ ܒܲܨܠܝܼܒܹܗ. ܘܝܲܗ̄ܒܼ ܠܲܢ ܦܲܓܼܪܹܗ ܘܲܕܡܹܗ، ܕܒܹܗ ܪܵܘܙܝܼܢ ܟܠܗܘܿܢ ܩܲܕܝܼ̈ܫܹܐ، ܘܩܵܥܹܝܢ ܠܹܗ ܩܲܕܝܼܫ ܩܲܕܝܼܫ ܩܲܕܝܼܫ ܡܲܚܝܵܢܲܢ.
الترجمة: يقرّبُ القربان لله. ها إنكم مدعوون الى الحياة الجديدة. أعدوا أنفسكم لاقتبال جسد المسيح ودمه. سبّحوا بتراتيل روحية واشكروا ابن الملك الذي إنحدر الينا وخلصنا بصليبه. لقد أعطانا جسده ودمه ليفرح بهما كل القديسين، فيهتفوا: قدُّوس، قدُّوس، قدُّوس مُحيينا.
هذه الترتيلة مقتبسة من ترتيلة الأسرار للأحد الثالث للصليب (حوذرا جزء 3 ص 324).
الملحق:
هذا الملحق هو إضافة الى القداس، غير موجود في بعض طبعات القداس لدى الملابار إذ يتم ذكرهم في صلاة التذكارات قبل دعوة الروح القدس.
عادة تتكون كل عونيثا من خمسة أبيات. يكرر البيت الأول بعده يأتي بيت آخر بلازمة: المجدُ للآب، ثم من الأزل والى الأبد، وليقل الشعب كله آمين وآمين. لا يوجد سبب لفصل هذا الملحق عن ترتيلة القرابين، يمكن استعادة دمجها، لترتل بين جوق الشمامسة والمصلين الذين يعرفونها عن ظهر قلبهم!
في قداس مار توما الجديد وضعنا ترتيلتين مناسبتين بالعربية يمكن اختيار إحداها
ترتيلة التقدمة (جلب القرابين)
إلهي رفعتُ إليك يديّ حاملتينِ الجسدَ اقبلهُ، الكأسَ تباركَ فيها الدم
إلهي هذا شعارُ فداءِ العالم، فيه الفرحُ وفيه الحق، وفيه سلامُ القلب…
أو
اقبلْ تقدمتنا باركْ جمعَنا، نطلبُ رضاكَ من أعماق القــــلب.
هذا القربانُ صُنعُ أيدينا، فاجعله زاداً للسائرينَ܀
أو هذه من تأليفي:
نرفع اليك هذا القربان يا ربنا … تقدمة حبٍ وحمد من رزقنا
من حقولنا وكرومنا … فاقبلهما في قداسنا
ليصيرا جسد المسيح … ودمه الثمين القوت الصحيح
للسلام والأمان والحياة الأبدية
——————————
- لا يوجد ذكر لهذه الحركة لدى المفسرين الكبار ولا في المخطوطات: مخطوطة البطريركية الكلدانية رقم 36 قسم منها يعود الى سنة 1332 ومخطوطة دير السيدة – القوش رقم 70 لسنة 1564 ولمخطوطة المتحف البريطاني رقم 7181 لسنة 1570، للاب د. (المطران) جاك اسحق/ القداس الكلداني، دراسة طقسية تحليلية، بغداد 1982 ص 130.
- Jacob Vellian, Syro–Malabar Liturgy, vol. 1 Kottayam 1989, p. 29