بمناسبة عيد مار توما 3 تموز 2023
إيمان توما “ربي والهي” عبور متواصل الى القيامة والحياة والتجدد
رسم الأب روبنيك اليسوعي، كابيلا السفارة البابوية في دمشق
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
بمناسبة عيد مار توما الرسول شفيع بطريركيتنا الكلدانية، اتقدم باحرّ التهاني والتبريكات الى الإخوة الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وبنات وأبناء كنيستنا.
ادعوكم جميعاً، كلٌّ من موقعه، الى التأمل بايمان مار توما الرسول، والتمعن بموقفه في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي نعيشها في العراق والشرق الأوسط، وحالة التشتت في بلدان العالم التي تعيش سياقا غير مسبوق من الثقافة والليبرالية العلمانية المتنامية، لتغدوَ حياتنا رجاءً ونوراً وفرحاً ليتجلى فينا المسيح ومن خلالنا للآخرين فنكون مثله في خدمة نقل هذا الإيمان الرسولي أي البشارة.
الايمان مسيرة حبٍّ واعٍ نحو الله، من خلال المسيح الذي يأتى للقائنا، ويحكي الى قلوبنا بعمق من خلال الانجيل، ويوجّه حياتَنا. الإيمان عبور متواصل (فصح) الى القيامة والحياة والتجدد، كما هو شعار ليتورجيتنا: ܩܝܡܬܐ ܘܚܝ̈ܐ ܘܚܘܕܬܐ.
الإيمان هو قبل كلّ شيء علاقة وجدانية تلقائية، واختبار وممارسة، يأخذ كل كياننا، وفكرنا، وذاكرتنا، وقلبنا، ومشاعرنا. هذا الحس العميق الذي كان عند الرسل ومن بينهم مار توما شفيع كنيستنا، ينبغي أن يستمر عندنا برجاء وحماسة.
نظرة الى الرب يسوع لم تبقِ توما كما كان، بل لقاؤه بالمنبعث من بين الأموات، منحه قفزة إيمانية نوعية. وفي غمرة فرح إكتشافه المسيح القائم تحول موقفه بدل التردد الى فعل إيمان وسجود وصلاة: “ربي والهي” (يوحنا 20/ 28).
هذا الموقف يحثُّنا اليوم نحن، الذين لم نرَ المسيح، على القيام بالحركة نفسها لنعلن “انتَ ربّي والهي” ونعيش هذا الإيمان مهما كان مكلفاً. حفظ الإيمان هذا جعل كنيستنا تُعطي عدداً كبيراً من الشهداء عبر تاريخها وحتى أيامنا.
هذا الإيمان الواعي والجاد هو لبنات وأبناء مار توما في كل مكان، بمثابة المائية اليومية التي تغمرهم ليتَّحدوا بالمسيح بأمانة فيسمعوا منه الطوبى الأخيرة التي أعطاها لهم: “طوبى للذين يؤمنون ولم يرَوا” (يوحنا 20/ 29).
شكراً لمار توما رسول كنيستنا.
اذكرونا في صلاتكم