الكنيسة الكلدانية تشترك بمؤتمر اسيزي حول يوم الخلقة،
بمناسبة المئوية الـ17 لقانون الايمان النيقي: 5 – 7 ايار 2025.
المطران فيليكس سعيد الشابي
زاخو، كوردستان، العراق
برعاية مجلس الكنائس العالمي، وبدعوة من الاب انطوان الاحمر ممثلا عن الكنيسة المارونية، وفي تجمّع تاريخي تناول الأبعاد الروحية للأزمة البيئية، مثّل المؤتمر اسيزي 2 ، من 5 إلى 7 ايار 2025 الماضي، خطوةً هامةً لترسيخ الجوهر الذي يوحد الكنائس المسيحية المختلفة، كاستجابة روحية قوية لتحديات المناخ المُلحة التي تواجه كوكبنا. وقد قمت بتمثيل كنيستنا الكلدانية، عن غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، بسبب تحضيراته للاشتراك في الكونكلاف – انتخاب البابا الجديد، وقبل بدء ابرشية زاخو بحج السنة المقدسة الى كنائس واضرحة القديسين في ايطاليا وفرنسا.
في كلمته الافتتاحية بعنوان ((حلم مسكوني للألفية الثالثة))، حدد بيدفورد-ستروم، منسق اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي، أجواء اللقاء قائلاً: ” إذا استمرت مسيرة أسيزي في التطور وبلغت هدفها، فقد تصبح علامة فارقة في تاريخ المسيحية. وبالنظر إلى الألفية الثانية، يبدو أن هناك سابقة واحدة فقط: عيد التجلي الذي احتُفل به أصلاً في الشرق، ثم اعتُمد في الغرب عام ١٤٥٦ “
جمع المؤتمر ممثلين عن 16 طائفة وكنيسة عالمية، بما في ذلك الطائفة الأنجليكانية، والتحالف المعمداني العالمي، والكنيسة الكاثوليكية الرومانية والشرقية الكلدانية والمارونية، والاتحاد اللوثري العالمي، والكنائس الأرثوذكسية الشرقية… ركزت المناقشات على الأسس اللاهوتية للعيد، وقراءات فصول الكتاب المقدس، والصلوات الليتورجية،
وتاريخه، حيث يُحتفل تقليديًا بيوم الخلق في التقاليد الأرثوذكسية الشرقية في 1 سبتمبر من كل عام.
واتفق المشاركون في المؤتمر على مواصلة الحوارات الإقليمية للتحضير لتطبيق هذا العيد في تقاليد كنائسهم. وقد أيدت أربعة من أصل خمسة مؤتمرات أساقفة كاثوليكية قارّية هذه المبادرة بالفعل، مع العديد من العائلات الكنسية العالمية الأخرى التي أعربت عن دعمها.
بعض الملاحظات، نيابةً عن منظمي الحدث:
1) انشر الخبر:
يرجى مواصلة نشر الخبر حول العيد الجديد في شبكاتكم وكنائسكم، مع الأخذ في الاعتبار الرغبة في اتخاذ خطوة مشتركة في أواخر عام 2025 كبادرة للاحتفال بالذكرى المئوية لمجمع نيقية 325م. مع الأخذ بالاعتبار أن تطبيق العيد الجديد سيتطلب العديد من الحوارات على مستويات متعددة في كل كنيسة ومذهب، فكلما زاد الوعي في مختلف الهيئات الكنسية، كان ذلك أفضل.
بدايةً، يمكن مواصلة مشاركة تقارير مؤتمرات العام الماضي – المسكونية و/أو الكاثوليكية (سيكون التقرير الجديد متاحًا في أوائل تموز). كما ومشاركة هذا المقال الصادر عن مجلس الكنائس العالمي، والذي يُسلّط الضوء على الطابع التاريخي لهذه العملية.
2) الاحتفال بـ “يوم الخلق” محليًا:
نشجع جميعًا على الاحتفال بيوم الخلق في كنائسنا هذا العام (إما في الأول من ايلول/ سبتمبر أو في الأحد الذي يليه، وهو السابع من سبتمبر هذا العام). حتى لو لم يُصبح عيدًا طقسيًا رسميًا بعد، فإن الاحتفال الفعلي بهذا اليوم – بصيغته الحالية “يوم الصلاة العالمي” – هو أفضل وسيلة للتوعية به. انظر:” أفكار للاحتفال بيوم الخلق “.
3) مداخلتي في المؤتمر عن الكنيسة الكلدانية:
إخوتي وأخواتي الأعزاء،
لقد كان من دواعي سروري البالغ أن أمثل الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والكاردينال لويس رافائيل ساكو، بطريرك كنيستنا، في هذا الحوار المسكوني التاريخي.
أتقدم بجزيل الشكر لمجلس كنائس الشرق الأوسط على دوره في عقد هذا الحوار ودعوتنا إليه. وبصفتي كاثوليكيًا شرقيًا، كان من دواعي سروري أيضًا أن أعيش هذه التجربة مع بعض الإخوة الأساقفة من التقاليد الشرقية غير الكاثوليكية ومن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية من القارات ألاخرى.
والأهم من ذلك، فأنه نادرًا ما يُحتفل بعيد جديد في العائلة المسيحية، وخاصةً على الصعيد المسكوني. وقد أدهشني بشكل خاص أن أحدث سابقة لعيد جديد مشترك بين الشرق والغرب كانت اعتماد الغرب لعيد التجلي عام ١٤٥٦. ما يقرب من ٦٠٠ عام هي فترة طويلة جدًا. إنها حقًا خطوة تاريخية قد تُسجل في كتب التاريخ. وحده الزمن واللـه كفيلان بالإجابة.
كما استمتعتُ بالعروض القيّمة التي استكشفت العيد من زوايا متعددة. ويمكنني القول إن العرض الذي قدمه عالم الليتورجيا الشرقية باسيليوس غرون كان مُطمئنًا للغاية، لان العيد الجديد سيُثري تقويمنا الليتورجي الكلداني بشكل كبير.
أتطلع إلى مواصلة الحوار في وطني العراق مع الكاردينال ساكو والشخصيات المعنية، لنرى كيف نشارك في الخطوات التالية. أنا واثق تمامًا – وآمل حقًا – أن نتمكن من مواصلة المشاركة في هذا الحلم المسكوني الجميل. أتمنى أن يُزهر هذا الحلم ويرى النور في كل كنائسنا.