البطريرك ساكو في عيد الصعود ورسامة الكاهن الجديد: يسوع هبةٌ استثنائيةٌ لنا
الأب سكفان متي
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو مساء الخميس 29 أيار 2025، بالقداس الإلهي في كنيسة مار توما في سرسيل ( باريس) وفيه رسم الشماس الإنجيلي جيروم زيرين كاهناً، ووافقت المناسبة عيد صعود المسيح الى السماء. شارك في الاحتفال بالقداس الأساقفة: فيليكس الشابي وصبري أنار والاُسقف البرازيلي جوزي ماريا ممثلاً لرئيس أساقفة باريس المسؤول عن الشرقيين الكاثوليك بفرنسا، وعدد كبير من الكهنة وأكثر من ألف وخمسمائة مؤمن ومؤمنة من الجماعة الكلدانية.
في الموعظة قال غبطته:
يأتي الصعود في سياق الاحتفال بسر المسيح الفصحي. ويُظهر لنا دخول يسوع إلى ملكوت الله (إلى السماء) إنها لحظةٌ حاسمةٌ في حياته وحياة تلاميذه، وحياة كلٍّ منا. إنها نعمةٌ إلهيةٌ استثنائية تُطمئننا بأن حياتنا لا تنتهي بالموت، بل تستمر في الابدية. هذا الإيمان يركّز على شخص يسوع والوثوق بكلمته ونعمته لنعيش بسلامٍ وفرح. فالعلاقة معه أساسية، ويجب ألا ننسى ذلك أبداً.
يربط الصعود زمن يسوع بزمن الكنيسة. إنه الظهور الأخير ليسوع وفي الوقت نفسه ولادة الكنيسة. يُكلِّف عيد الصعود التلاميذ، ونحن من بعدهم بمهمة نشر الإنجيل في العالم أجمع، لكن قبل ذلك علينا ان نكتشف مضمون هذه الرسالة لكي تكون تعليماً دينياً غنياً ومفهوماً.
عزيزي جيروم:
شكراً جزيلاً لك على هديتك الثمينة “هذه الرسامة” للمسيح والكنيسة، وقبلها رسامة الآباء نرساي وعمانوئيل وعمار، سلسلة الرسامات تعكس حيوية جماعتكم. اقولها صراحة ان الكنيسة الكلدانية فخورة بكم، وبجماعة سرسيل وادعوها ان تبقى ملتصقة بالكنيسة الكلدانية والهوية الكلدانية. الفرنسيون يدعونكم كلدان فرنسا les chrétien de France، وليس بأسم آخر.
لقد أصبحتَ كاهناً يا جيروم بدافع الشغف، بالمسيح وليس الروتين أو الطموح. التكريس ليس نموذجاً “قالباً” جاهزاً، بل مشروعٌ نُعِدّه يومياً لنُكرّس أنفسنا من جديد ونبدأ بدايةً جديدةً. حضور يسوع في قلوبنا لن يُبقيها فارغة. إنه كل شيء بالنسبة لنا.
يجب أن يكون رجاؤنا مثل مريم العذراء، الإنصات إلى كلمة الله والعمل بها. دور الصلاة الشخصية والجماعية (الليتورجيا) هو ضمان أن يصبح الكاهن ليتورجيا ناطقة، لا طقساً جامداً يُمارَس كما يفكر البعض وأيضاً ليضع الكاهن نفسه في خدمة المحبة. لنستذكر خدمة (رسالة) الرجال والنساء المكرّسين الذين يقضون حياتهم بفرح في التدريس في المدارس والخدمة في المستشفيات ودور الأيتام ودور التقاعد… لهذا السبب فالشخص المكرّس اليَقِظ هو علامة الرجاء للعالم.
انا واخوتك الأساقفة والكهنة نقدّر تضحيتك ونرافقك بصلاتنا لتكون كاهنا كما يريد الرب.
بعد القداس انتقل غبطته والمدعوين الى قاعة قريبة وكان عددهم يفوق الألف شخص، لتناول العشاء الأخوي الذي أعدته الكنيسة بهذه المناسبة السعيدة. وكانت فيها كلمات للكاهن الجديد ولغبطة البطريرك قال فيها:
اُشدّد على وحدتكم. الوحدة ليست ان تكونوا جميعاً نمطاً واحداً uniform، انما الوحدة هي في المحافظة على التنوع والتعددية. وحدتكم هي في انتمائكم الى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والى القومية الكلدانية. لكم جمعياتكم المختلفة وقراكم السابقة المتنوعة وعشائركم، احتفظوا بها، لكن مظلة وحصانة وحدتكم هما الكنيسة والانتماء الكلداني, لا تقبلوا ان يقسّمكم أحد.
تهانيَّ للكاهن الجديد ولكم
الربّ يبارككم