مخالفات لاهوتية وليتورجية (طقسية) عن الاسبوع المقدس
البطريرك لويس روفائيل ساكو
يوجّه غبطة البطريرك بعض الملاحظات تتعلق بمخالفات لاهوتية وليتورجية (طقسية) للأسبوع المقدس تتلخص بالآتي:
- لاحظتُ انَّ رتبة غسل الأرجل إقتصرت على الذكور في العديد من الخورنات، بالرغم من توصيات البابا فرنسيس.
- الجمعة العظيمة
- شاهدت بعض الخورنات تضع صليباً ليسوع في الهيكل وسط صليبين للصَّين. صليب يسوع عليه المصلوب، والصليبان فارغان، هل المسيح بقي على الصليب واللصان قاما؟ لا حاجة لصلبان أخرى. ثم شاهدت وجود أدوات الصلب: سوط الجلد، اكليل الشوك، واسفنجة الحرس، والابريق الذي غسل بيلاطس بها يديه واموراً اُخرى. يكفي وضع الصليب وحده، لانه هو مركز الاحتفال، ينبغي ان ينصَبّ تركيز المؤمنين على المسيح وحده. هذه اُمور ثانوية غريبة عن طقسنا. ثم وضع صورة ورقية “غير فنيّة” للعذراء مريم بقرب الصليب، أمر مقرف.
- تلاوة طلبة كرياليسون من الطقس اللاتيني للآلام: “يا يسوع الذي اشترطوا عليه بثمن ثلاثين من الفضة”، ممارسة تقوية لاتينية لا تتماشى مع الروحانية المشرقية. نصلي ثلاث طلبات للآلام كلدانية بديعة:
- نقوم شبير ܢܩܘܡ ܫܦܝܪ.. ܚܲܝܵܐ ܕܲܢܼܚܸܬܼ ܠܒܹܝܬܼ ܡܝܼܬܹܐ. ܘܐܲܟܼܪܸܙ ܣܲܒܼܪܵܐ ܛܵܒܼܵܐ ܠܢܲܦ̮ܫܵܬܼܵܐ.
- ليسمَع صوت صلاتنا ويقبَل طلبتنا ويترحم علينا.
- بالطلبة والتضرع ملاك السلام والمراحم نطلب.
- رش جسد يسوع بالماء مع ترتيلة: ܪܘܣܥܠܲܝ ܒܙܘܦܐܵ ܘܐܬܕܟܐܸ، رش علي بالزوفى فأطهُر. لأول مرة أرى كذا ممارسة. هذه ترتيلة تتم على جثمان الانسان الميت، أما جسد يسوع ابن الله فهو طاهر. هو يطهرنا وليس العكس.
- الحركة الكثيرة أثناء المراسيم، تربك الخشوع والصلاة. ثم ينبغي توحيد هُرارات الكهنة والشمامسة مع حُلّة المحتفل اُسقفاً كان أم كاهناً..
- الزينة، الورد يوضع تحت المذبح وليس فوقه. بحسب التعليمات الليتورجية يوضع فوق المذبح صليب صغير، شموع، وكتاب الاحتفال بالقداس، ثم لاحقاً كتاب الإنجيل بعد قراءته، والقرابين بعد جلبها بتطواف. كما لاحظت في إحدى الكنائس عناقيد عنب بلاستيكية معلقة على الشمعة الكبيرة في سبت النور ، بصراحة لا معنى لها.
- الموعظة، بعض المحتفلين يكررون عِظات سابقة لا تتماشى مع الاحتفال. على الواعظ ان يُبرِز المناسبة الليتورجية الخاصة ويفسّر قراءات الكتاب المقدس، يسلّط الضوء على الوضع الإنساني والأخلاقي الحالي والسريع التغيير. استمعتُ الى أحد الواعظين يتكلم في الجمعة العظيمة عن الإيمان والتوبة من دون ان يساعد المؤمنين في فهم معنى الإيمان وعمّا يجب ان يتوبوا. وقت الموعظة يجب الّا يتجاوز عشرة دقائق، كما حدّدهُ البابا فرنسيس وأيضاً البابا بينيدكتس.. قد يمتد زمن الموعظة في المناسبات الكبرى الى 15 دقيقة، ولكن،ليس نصف ساعة أو أكثر؟
- الليتورجيا سمفونية روحية إحتفالية رائعة، لا يجوز فيها خلط الأدوار، فليس صحيحاً أن يلغي الشمامسة والجوقة دور الشعب. الأدوار موزعة. كما اطلب من الأساقفة متابعة التراتيل الدخيلة والتأكد من صحتها اللاهوتية. انصح الرعايا بتنظيم وطبع كرّاس لكل مناسبة وتوزيعه على المؤمنين ليشاركوا بفاعلية في المناسبة.
- القداس الثالث المنسوب لنسطوريوس بصراحة لا قيمة ليتورجية له. صلواته مقتبسة من هنا وهناك، أتمنى ان يُدرَس جيداً من قِبل أحد الأساقفة ويُناقَش في أحد السينودسات المقبلة. الاحتفال به بحسب التعليمات الطقسية السابقة يتم في خمس مناسبات: عيد الدنح، وتذكار مار يوحنا المعمدان، واربعاء الباعوثا، وخميس الاسرار (خميس الفصح) وتذكار الملافنة (اللاهوتيون) اليونان. لذلك أشار سينودس (2019) الى إعتماد الاحتفال في الآحاد والأيام بالتناوب بين قداس اداي وماري وقداس مار توما، أما في الأعياد الكبرى يحتفل بقداس مار ثيودورس (القداس الثاني) وهو نص أصيل وذو قيمة لاهوتية وليتورجية عميقة.
- بالنسبة لقداس سبت النور. كان طالبو المعمودية يُعمَّدون ليلة عيد القيامة بعد إعداد دقيق طوال الصوم ولذا سمي سبت النور، أي الإيمان. أقترح وكما مثبَّت في الحوذرا جزء 2 ص 391 ان تُنشَد ترتيلَتي المعمودية التالية قبيل لاخو مارا.
ܫܲܒܲܚܘ ܠܡܵܪܝܵܐ ܟܠܟܼܘܿܢ ܥܲܡܡܹ̈ܐ: ܟܠܟܼܘܿܢ ܐܲܝܠܹܝܢ ܕܒܲܡܫܝܼܚܵܐ ܥܼܡܲܕܬܿܘܿܢ ܠܲܡܫܝܼܚܵܐ ܠܒܸܫܼܬܿܘܿܢ ܡܢ ܡܲܝܵܐ ܘܪܘܼܚܵܐ. ܕܥܲܡܹܗ ܬܲܡ݈ܠܟܼܘܼܢ ܒܥܘܼܡܪܵܐ ܕܲܫܡܲܝܵܐ:
أنتم الذين اعتمدتم في المسيح قد لبستم المسيح…
ܫܲܒܲܚ. ܒܚܲܕܼ ܪܘܼܚܵܐ ܥܼܡܲܕܬܿܘܿܢ ܠܚܲܕܼ ܪܘܼܚܵܐ ܠܒܸܫܼܬܿܘܿܢ. ܠܚܲܕܼ ܡܵܪܝܵܐ ܝܼܕܲܥܼܬܿܘܿܢ ܕܒܲܫܡܹܗ ܬܸܬܼܩܪܘܿܢ. ܘܥܲܡܹܗ ܬܸܬܼܒܲܣܡܘܼܢ ܒܥܘܼܡܪܵܐ ܡܠܸܐ ܛܘܼܒܹܐ̈.
لقد اعتمدتم بالروح الواحد، لبستم والروح الواحد، عرفتم بالرب الواحد، ودعيتم باسمه، معه تملكون في النعيم الابدي.