حُبْ ”ينفجرْ“ ويُحركْ الأحجار
الكاردينال فرناندو فلوني، الرئيس الأعلى لجمعية فرسان القبر المقدّس
ترجمة: الأخت كارولين قلب يسوع
القيامة هي حجرالاساس ومركز الإيمان المسيحي. يقول القديس بولس: ” وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم!، (1كور 17:15). في هذه الاية يتم التوضيح بشكل بسيط ودقيق ان القيامة هي جوهر الايمان المسيحي .
لقد تساءلتْ الكنيسة وعمِلتْ على مر السنين على توضيح هذه الحقيقة التي هي قلب الإيمان المسيحي وقد تم صياغة قانون الإيمان الذي ما زلنا نتلوه اليوم في القداس الإلهي وفيأيام الأعياد الطقسية ، في مجمع نيقية الذي يصادف هذا العام ذكراه السنوية الـ 1700 :
“أنا أؤمن بإله واحد، أب قدير، خالق السماء والأرض…
أومن برب واحد، يسوع المسيح، ابن الله الوحيد…
أؤمن بالروح القدس الذي هو رب ومانح الحياة…
أؤمن بالكنيسة الواحدة المقدسة والكاثوليكية والرسولية…”.
بعد مرسوم التسامح الذي أصدره قسطنطين، بدأت الكنيسة تخرج من أسرها وعتمتها واضطهاداتها؛ وفي عام 325 عقد قسطنطين اول مجمع بعد مجمع أورشليم ، الذي يُروى لنا في أعمال الرسل )أعمال الرسل (15: 1 .؛هذا المجمع الذي عُقدَ في نيقية حيث أجتمع الأساقفة للمناقشة وتحديد بعض النقاط الأساسية في الإيمان. فقد كانت هناك العديد من الانقسامات والهرطقات، وكان من الضروري للغاية أن تكون هذه المواجهة حتميّة لكي تتمكن الكنيسة من مواصلة السير معًا.
أن سر يسوع في (وحدانية الله وموهبة الروح القدس وحقيقة الكنيسة( أُعلنَ عنه بوضوح ودقة في قانون الايمان :
نصلي في قانون الايمان، هو الوحيد المولود من الآب ”المولود من الآب قبل كل الدهور“، الذي ” تجسّد في رحم العذراء مريم وصار إنساناً“، الذي ”صُلب من أجلنا في عهد بيلاطس البنطي ومات ودُفن“ و ”في اليوم الثالث قام من بين الاموات “ .
القائم من بين الأموات يغيّر التاريخ، من ذلك القبر، خارج مدينة أورشليم، الذي وُضع فيه
” جانح الخطيئة “، يسود ” العدم“، ذلك العدم الذي ليس غياباً بل امتلاء وعلامة سامية للمحبة، المحبة التي” تنفجر “ وتُحرك الاحجار ، انه عيد القيامة عندما لم يعد الحجر يقف أمام القبر: لقد غُلبَ الموت وإلى الأبد؛ بالنسبة لنا نحن المسيحيين هذا هو اليقين والحق، إنه إيماننا.
بينما الحروب الكثيرة التي تُدمي العالم، بما في ذلك في الأراضي المقدسة، لا يمكننا أن ننسى محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس( رو5:5)، هي التي تمنحنا الفرح والسلام وتحفِّزنا في رسالتنا، نحن الورثة ”شهود“ القبر الفارغ، القبر المفتوح، الذي تنبثق منه الحياة الأبدية والتي تعطينا المسؤولية للشهادةِ له في العالم، حتى حيث صوت صفارات الإنذار وصرخات الأمهات والآباء والأطفال الذين يفقدون أحبائهم، حقاً هي أصوات مأساوية، ولكن لاتنزع منا الرجاء الذي لاَ يُخْزِي. يا رُسل وشهود المسيح المنتصر على الموت، دعونا نرفع تضرعاتنا من اعماق قلوبنا فتُنبت في داخلنا جوابًا يدفعنا نحو المحبّة والخدمة ونصبح بذور رجاء جديد لكل من حولنا في الكنيسة والمجتمع.
في هذه السنة اليوبيليّة التي يحتفل فيها الكاثوليك والأرثوذكس بعيد القيامة في نفس التاريخ بشكل استثنائي فلنرفع سويًّا التسبيح المشترك: ”المسيح قام حقا قام : اخرستوس أنستى اليثوس انستى: “ هذا هو الإيمان الذي نعلنه في قانون الإيمان النيقاوي – القسطنطيني والذي من أجله بذل الكثيرون حياتهم حتى الاستشهاد.
لنتضرع الى القائم من بين الأموات في عيد القيامةِ المجيد، أن يكون السلام هو الهبة والنعمة الحقيقية للجميع ، لأن القيامة تُظهر قوة الله وتقدم للمؤمنين رجاء الحياة.