الكنيسة والفقراء في فكر البابا فرنسيس
سامي ديشو – استراليا
قال البابا فرنسيس: ” أصبحت الأمور خطيرة في التصويت في المجمع الانتخابي في آذار من سنة 2013، وكان يجلس بجوار “صديقه العظيم” الكاردينال البرازيلي كلاوديو هومز. و عندما تجاوز الكاردينال جورجي ماريو بيرجوليو 77 صوتًا اللازمة ليصبح بابا، قال: عانقني الكاردينال هومز وقبّلني وقال: “لا تنس الفقراء”
أخبر البابا فرنسيس الآلاف من الصحفيين بعد انتخابه في 16 مارس أنه أخذ على محمل الجد كلمات صديقه، واختار أن يُدعى على اسم القديس فرنسيس الأسيزي، “رجل الفقر، رجل السلام، الرجل الذي يحب ويحمي الخليقة”، نفس العالم المخلوق الذي لا تربطنا به مثل هذه العلاقة الجيدة.
كم أود أن تكون الكنيسة فقيرة، وللفقراء، هكذا قال البابا أمام أكثر من 5000 من ممثلي وسائل الإعلام الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم لحضور المجمع وانتخابه.
وقال البابا فرنسيس أيضًا: إن البعض اقترح مازحًا أنه، وهو يسوعي، كان ينبغي أن يتخذ اسم كليمنت الخامس عشر للانتقام من كليمنت الرابع عشر، الذي قمع الرهبنة اليسوعية في القرن الثامن عشر.
وأردف قائلاً: في حين أن الكنيسة هي مؤسسة كبيرة لها قرون من التاريخ، لكن ليس لها طبيعة سياسية، بل طبيعة روحية.
وقال البابا فرنسيس للصحافيين: إن الروح القدس هو الذي قاد البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الاستقالة، وهو أيضاً الذي وجّه المجمع الانتخابي.
وأقر البابا: كم هو صعب للعديد من الوسائل الإعلام لتغطئة الشأن الكنسي كمؤسسة روحية، وليس كمؤسسة سياسية. وقدّم شكره الخاص لأولئك الذين تمكنوا من ملاحظة وسرد هذه الأحداث الكنسية من المنظور الأكثر صحة، لقراءة تلك الاحداث من خلال منظور الإيمان.
وقال إن الكنيسة هي شعب الله، شعب الله المقدس، لأنها تسير نحو لقاء مع يسوع المسيح. وأضاف: لا يمكن لأحد أن يفهم الكنيسة دون فهم غرضها الروحي.
وتابع قائلاً: المسيح هو راعي الكنيسة، لكن حضوره يمر عبر حرية البشر. ومن بينهم، يتم اختيار واحد ليكون نائبه على الأرض، لكن المسيح هو المركز، ونقطة الارتكاز.
وشكر البابا فرنسيس المراسلين مرة أخرى على عملهم الشاق، وطلب منهم أيضًا الاستمرار في محاولة اكتشاف الطبيعة الحقيقية للكنيسة ورحلتها عبر العالم، بفضائلها وكذلك بخطاياها.
وقال: إن الاتصالات تتطلب الدراسة والإعداد والاهتمام الخاص “بالحقيقية والخير والجمال”، وهو ما تشترك فيه الكنيسة مع الصحافة.
وختم حديثه قائلاً للصحافيين: إنه يأمل أن تنمو معرفتهم بإنجيل يسوع المسيح وواقع الكنيسة. أضعكم تحت حماية العذراء مريم المباركة، نجمة التبشير الجديد.
بعد أن ألقى التحية على عشرات الصحافيين وممثلي المكتب الصحافي للفاتيكان والمجلس البابوي للاتصالات الاجتماعية ، عاد البابا إلى الميكروفون قائلاً: أعلم أن الكثيرين منكم ليسوا كاثوليك أو غير مؤمنين، لذلك أمنح كل واحد منكم بركاتي القلبية بصمت، محترماً ضمائركم، ولكني أعلم أن كل واحد منكم هو ابن الله. فليبارككم الله.
في رسالته بمناسبة اليوم العالمي السابع للفقراء قال الاب الأقدس: يُعلّمنا الايمان أن كل فقير هو إبن الله وان المسيح هو حاضر فيه. وتابع: ليكن إهتمامنا بالفقراء مطبوعاً دائماً بالواقعية الانجيلية، وعلى مشاركتنا لتلبية إحتياجات الآخر الملموسة، تحت إرشاد الروح القدس، لكي نتعرّف على متطلبات الاخوّة الحقيقية.
والان يرقد الاب الأقدس البابا فرنسيس في مستشفى جيميللي في روما إذ يعاني من صعوبة في التنفس. ولقد دعا غبطة أبينا البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو جميع بنات وأبناء الكنيسة الكلدانية في العالم للصلاة من أجل شفائه، إذ للأب الأقدس مكانة كبيرة في قلوب العراقيين، والمسيحيين خصوصاً، والعالم أجمع بحاجة الى صوته النبوي ومحبته وحكمته.