البطريرك ساكو يعزي بوفاة المطران سرهد جمو
بعث غبطة الكاردينال البطريرك لويس روفائيل ساكو رسالة تعزية بانتقال مثلث الرحمات المطران سرهد جمو، جاء فيها:
سيدنا المطران الجليل عمانوئيل شليطا أسقف أبرشية مار بطرس الكلدانية في كاليفورنيا الجزيل الاحترام لا يسعني إلا ان أتقدم من سيادتكم، وكهنة الأبرشية والراهبات وأهل المثلث الرحمات المطران سرهد يوسب جمو وأبناء الأبرشية بخالص تعازيَّ، مقرونة بصلاتي ورجائي بان المطران سرهد الآن في السعادة الأبدية.
عرفتُ المطران سرهد عندما كنت كاهناً، اثناء دراستي في روما وتواجده للتدريس في المعهد الشرقي. كنا أصدقاء نتبادل الأفكار حول الكنيسة والليتورجيا والإدارة، كما عرفته أسقفاً ثم زميلاً في السينودس الكلداني.
انه شخص شجاع، يقول رأيه سواء قبِلَه الآخر أو رفضه. كما أنه اعتمد المنهجية العلمية في طرح المواضيع.
الكنيسة الكلدانية مَدينة له بما كتبه في الطقوس، وقد إستفدنا منها في دراستنا خلال السينودس. كذلك وجدتُه شخص كنسياً يحمل همّ الكنيسة في وجدانه، أحياناً بتعصُّب، لكن بصدق.
وهو الذي سعى لتعميق الهوية الكلدانية من خلال مقالاته ومقابلاته العديدة وتنظيم بعض المؤتمرات. هذا لا ينبغي أن تنساه الكنيسة الكلدانية. أتذكر عندما كنت مديراً للمعهد الكهنوتي كان يجلب معه نقوداً لمساعدة الفقراء خلال الحصار الإقتصادي وكان يوزّعها على كهنة بغداد.
مثلث الرحمات، المطران سرهد، هو من أسّسَ أبرشية مار بطرس وكوَّنها وسيبقى اسمه خالداً فيها. اذكر انه رافقني مع سيادة المطران شليطا وبعض الكهنة في زيارتي الراعوية لأبرشية مار بطرس وكم افرحنا بنكاته المتميزة.
تواصلتُ معه بعد تقاعده أيضاً كما اعتدتُ فعل ذلك مع الآخرين، خصوصاً في الأعياد (كان يرد بفرح ما عدا في عيد الميلاد الأخير لم يرد، فتركتُ له رسالة صوتية). كان يقول اني معجب بعملك في ظروف العراق المعقدة، لكن ينبغي ان نلتقي ونخطط معاً قائلاً “آنا ملفانا مهيرا”. هذا للأسف لم يحصل.
اليوم غادرنا المطران سرهد، الى اللّٰه الآب، لكنه يبقى حاضراً بيننا بكتاباته ونكاته وضحكاته وصيحاته وانتقاداته.
الشكر للّٰه على كل النعم التي أنعمها على الكنيسة من خلال خدمة المطران سرهد الطويلة. اني مؤمن ان ربنا سوف يكافئه على خدمته المتفانية وعلى عطائه …
سنذكره في قداس البطريركية طوال الأسبوع كما نذكر اخوته واخواته وبنات وأبناء ابرشيتكم العزيزة.
الراحة الدائمة اعطه يارب ونورك الأبدي فليشرق عليه.
حرسكم الرب الكريم.