البطريرك ساكو في قداس الاحد الأول من الدنح: بشرى المسيح الى الفقراء
اعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس مساء الأحد 12 كانون الثاني 2025 في كنيسة مار بثيون في حي البلديات ببغداد. وعاونه سيادة المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي والأب ريان باكوس كاهن الرعية التي تحتضن100 عائلة.
في عظته قال غبطته:
هذا النص الذي سمعتموه من انجيل لوقا مقتبس من سفر إشعيا (61/ 1-2)، طبّقه يسوع على نفسه: “روح الرّبّ عليّ، لأنه مسحني لابشِّر المساكين، وأرسلني لأشفيّ المنكسريّ القلوب، وأنادي للمسبيين بالافراج، وللعميان بالبصر، وبتخلية المأسورين، وأعلن سنة رضا (يوبيل) عند الرّبّ”(لوقا4/18). هذا هو برنامج العهد الجديد الذي جسده يسوع، ويتعين على الكنيسة والمسيحيين تطبيقه في واقعهم، ليخففوا عن الظلم والفقر والمرض والمطالبة باحترام حرية الناس وكرامتهم. هذا النص على شفاه يسوع إعلان رسمي لانطلاق رسالته كمخلص. بعباراتنا الحالية هو خطاب التنصيب. هذا الخلاص لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال شخص المسيح ، لذا ينبغي ان نركز نظرنا عليه ونطبق أقواله. يبدأ يسوع برنامج خدمته بإعلان البشرى الى الفقراء. من هم هؤلاء الفقراء؟ انهم كما جاء في الانجيل: الاسرى، العميان، المظلومون، والمضطهدون، والايتام والارامل والجياع (التطويبات)، والمرضى والغرباء “الله يحبُّ الغريب” (تثنية الاشتراع 10/18)، أي انه لا يستثني أحداً..الخ
هذا البرنامج يقول يسوع: “اليوم تمّ هذا الخلاص” ( لوقا 4/21)، ويُفصِّله لوقا في الانجيل، وفي سفر أعمال الرسل. في منتصف الخطاب يحدث تغييرٌ مفاجئ. في البداية، يقول يسوع إن مستمعيه محظوظون، لأن الوعد بنعمة الله الذي أعلنه إشعيا قد تحقق لهم، ثم نراه يتحول الى الغرباء، أو بالأحرى الى كل الناس، لان يتضح شيئا فشيئا ان الرسالة المسيحية بأكملها، تتجه نحو الأمم غير اليهودية ويعلن بولس: “إلى الأمم أرسل هذا الخلاص من الله” ( أعمال 28/23-28).
سؤال: هل سيذهب يسوع الى السجون ويفتحها لتحرير المظلومين؟ النص الذي يتبع يقول لا، لكن من الواضح ان يسوع أجرى شفاءات وغفر الخطايا” اذهب خطاياك مغفورة لك”( لوقا 7/48).
لا ننسى ان هذه الكلمات تعبر اكثر عن المغفرة، مغفرة الخطايا، وليس عن الثأر والانتقام. ويستخدم يسوع كلمة “النعمة” (اعمال 14/ 3،20/32)، الخلاص.
هذا التعليم الذي يقدمه لوقا لثاوفيلس في مقدمة انجيله، هو لنا أيضا بحيث كل مؤمن في الكنيسة، يقبل بشارة يسوع، ويحقق بالتزام الكامل برنامج يسوع، خصوصا ونحن في سنة يوبيل الرجاء الذي افتتحه البابا فرنسيس لسنة 2025،اليوبيل يفسح المجال أمام الجميع لاستقبال النعمة وتحقيق المصالحة والغفران والسعيّ اليومي لتوسيع محبة الأخرين في قلوبهم ومجتمعاتهم، بحيث تتحول الى سنة عيد واحتفال وفرح.