كل عام وأنتم بخير ؟؟؟
هل أنتم بخير؟ هل كنتم بخير؟ هل ستصبحون بخير؟
قبل اسبوعين من اليوم تقريبا وانا جالس مع والدتي الحبيبة امام شاشة التلفاز، ظهر قس مسيحي (رجل دين مسيحي) وهو يهنئ العالم اجمع بمناسبة أعياد الميلاد متمنيا أن تكون السنة القادمة سنة 2025 سنة خير وبركة ونعمة للجميع. فالتفت إلى امي على سبيل الطرفة وقلت لها :”يمة (أي ماما باللهجة العراقية) .. صار عمري 41 سنة الان وفي كل عام نتمنى الخير والبركة للسنة القادمة لكن ومنذ أن ابصرت عيناي النور والسنة القادمة هي اسوء من قبلها” .. فضحكنا سوية لاني قلت ذلك للفكاهة.
لكن الحقيقة أن ما قلته قادني إلى سؤال وجودي .. هل نحن بخير ام سنكون؟ ومتى؟ وماذا نحن فاعلون وإلى أين نحن ذاهبون وما سبب وجودنا؟
نعم أتممت ال41 سنة قبل .. إن قارنت رياضيا ال41 سنة مع عمر الأرض الذي يقارب 4.54 مليار سنة .. ساجد أن هذا العمر (عمري) اتفه من ان اتفوه بكلمة .. لكن ساقول القليل من ما وجدته من حكمة خلال هذه الفترة.
الحياة مليئة بكل شئ وهي عجلة تدور ولا تنتظر احد، أن خنعت ام ثرت، أن عشت أو مت، الحياة ستستمر.
هل هي خير ام شر؟ لا هي ذلك ام تلك، فيها النقيضين واكثر من هذين فقط.
واقعنا اليوم مؤلم جدا، حروب، صراعات، مؤامرات، قتل، ذبح، امراض، في كل صوب وناحية ومن هو الصالح ومن هو الطالح؟ حقيقة مخفية مع الأسف أقول إنها نسبية أيضا بل ومبهمة جدا فكم من ذئاب بملابس حملان والعكس أيضا.
في داخلك أيها الإنسان يوجد كل شئ، الخير والشر وكل النقائض الأخرى؟ فهل سياتيك هذا ام ذاك … لا أعلم.
وهل من المفترض أن يأتي اليك شئ ام أنك من تصنعه أو تسعى إليه؟
في الحقيقة أن الخير أو الشر هو قرار تتخذه انت… نعم انت … وانت لوحدك لا غيرك..
قرار تتخذه، تعمل لاجله، تتحمل مسؤولياته، تجابه تبعاته، تدرس وتتعلم وتعاني مفاصله، قرار سنوي، شهري، اسبوعي، يومي لحظي، في أي عمل واي خطوة مهما كان بسيطا ام كبيرا.
لذلك لن أتمنى لك شيئا هذا العام …. لكني سادعوك يا أيها الإنسان، أن تقرر أن تكون انت الخير هذه السنة، أن تكون الخير لذاتك، لاهلك، لاصدقائك، ولكل من حواليك، بل للبسيطة والعالم أجمع. قرار تقرره انت بكيانك كليا.
لا تكن طفلا مدللا ينتظر أن يتكرم عليه الناس بعطية الخير، كن انت الصانع والمصدر للخير والمحبة والفرح وكل ما تتمناه لنفسك وللاخرين.
كل عام وانت تقرر أن تكون انت … الخير، الحب والفرح 🙏
محبتي
الصغير
م. بشار جميل حنا