البطريرك ساكو يحتفل بقداس الميلاد بحضور دولة رئيس الوزراء وشخصيات أخرى
اعلام البطريركية
احتفل غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بقداس ليلة الميلاد مساء يوم الثلاثاء 24 كانون الأول 2024 في كاتدرائية مار يوسف في الكرادة – بغداد بحضور دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني وسماحة السيد عمار الحكيم وسماحة السيد رحيم ابو رغيف وسيادة المطران اوشاكان كولكوليان، رئيس كنيسة الارمن الارثذوكس في العراق وسيادة المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي وحضرة المونسنيور جارلس سونا القائم بأعمال السفارة البابوية والاباء الكهنة (الخوراسقف نضير دكو، الخوراسقف فراس كمال والاب مالك ملوس) والاخوات الراهبات وعدد من السفراء والدبلوماسيين وشخصيات اخرى مع جمع كبير من المؤمنين اكتظت بهم الكاتدرائية.
قبل بداية الاحتفال بالقداس افتتح غبطة البطريرك ساكو الباب المقدس لكاتدرائية مار يوسف بالصلاة بمناسبة إعلان بدء سنة اليوبيل المقدس ودخول المؤمنين منه.
واليكم موعظة غبطة البطريرك بالعربية:
بشرى الميلاد: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام”
يولد يسوع من الله بمعجزة، لكي نولد نحن أيضا من نفس الله الخالق والاب.
بشرى الميلاد تكشف لنا أبوّة الله، وتدعونا الى المصالحة مع أنفسنا ومعه ومع الاخرين والسير نحوهم بقلوب منفتحة وصادقة، فنكون مثل المسيح في الاخوة والمحبة والتضامن.
يهدف احتفالنا بذكرى ميلاد المسيح الى استحضار رسالته والتأمل فيها بتمعن، بغية اكتشاف معانيها لتكون عضداً لحياتنا في الأزمنة الصعبة، وتمنح قلوبنا الرجاء، خصوصا ان مناسبة عيد الميلاد تدخلنا في افتتاح سنة اليوبيل المقدس كحُجّاج الرجاء، لنكون اكثر انسانيّة وصدقاً.
ميلاد المسيح يعرض علينا إمكانية الولادة الجديدة من الداخل في النور والحبّ والحق، بكون الحقيقة تسكن في داخلنا، كما يقول القديس أغسطينوس (الديانة الحقة 39/72). هذا هو بالتحديد معنى احتفالنا بالميلاد. يقول اسحق القطري (القرن السابع)، مطران نينوى: “لقد جلبتى عشيّة الميلاد السلام الى العالم اجمع بحيث لا يشعر أحد انه مهدد”.
المسيح النور يُعلمنا ان نسير في نور الله: “ أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة” (يوحنا 8/12)، . هذا النور نرسِّخه عبر الصلاة: “كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي” (مزمور 119 / 105). ان الذين يؤمنون به، ويرجونه، يسيرون في نوره بلا كلل.
هذا الوعي ينبغي ان نعمقه بيقظة دائمة، وسعي مستمر لنصبح مؤمنين حقيقيين في تجسيد المحبة الأخوية بحرية وسخاء.
كل منا عاش احداثا مؤلمة، لكنها ليست النهاية، لان الميلاد يُعطينا الرجاء لبدء مسيرة جديدة.
أن نولد من جديد هو الطريقة التي تدخلنا الى دائرة الحركة الإلهية ونتقدم، لنكون في يسوع، ويسوع فينا ومن خلاله في الله. يسوع هو الباب الذي ندخل منه الى الحياة الحقة:” أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص” (يوحنا1/9).
هذه الولادة تتطلب خيارًا شخصيّاً حراًّ ومسؤولا والتزامًا. لذا علينا الاصغاء الى كلمات يسوع الرائعة في الانجيل، والتأمل فيها واكتشاف معانيها والتجاوب معها بسخاء،عندها سنعيش بوئام. لنُبقِ أعيننا مثبَّتة عليه حتى في الصعوبات، ليمنح قلوبنا القوة للمضي قدمًا، بحرية ومن دون تردد.
تأملوا باهتمام في ترتيلة الميلاد التي بها بدأنا قداسنا والتي تعرض علينا طريقة واضحة لعيش رسالة الميلاد والعيش كاخوات واخوة بطريقة جديدة وحقيقية، وفي الغاية الفرح والسعادة:
ليلة الميلاد ينمحي البغض *تدفن الحرب*تزهر الأرض*ينبت الحب..
عندما نسقى عطشانا كأس ماء، عندما نكسى عريانا ثوب حب، عندما نجفف الدموع من العيون، عندما نملأ القلوب بالرجاء، نكون في الميلاد.
عندما اقبل رفيقي دون غش، عندما تموت فيّ روح الانتقام، عندما يزول من قلبي الجفاء، عندما تذوب نفسي في كيان الله، أكون في الميلاد .
عالمنا المنهك بسبب الحروب والصراعات بحاجة الى ولادة جديدة
ما يحصل في المنطقة، خلق حالة من الخوف والقلق عند الناس، لكن ينبغي ان يكون لنا الامل، فرسالة السلام يوم الميلاد واضحة: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام”. هذه علامة رجاءٍ عظيم
لمستقبل البشر. ليفكروا بها مليئا ويستخدموا الأموال على مشاريع تخدم الناس بدل صرفها على صناعة الأسلحة لقتل الناس.
ان المنابر الدينية وجدت للصلاة وتوجيه الناس نحو الاخوة والسلام وخدمة المحبة والرحمة.
وبالنسبة للعراقيين :
العراق في وضع صعب بسبب التغييرات الإقليمية والدولية التي خلقت وضعاً جديداً في المنطقة، لذا ندعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية، والعمل لحل المشاكل بأنفسهم، ولا يتركوا الاخرين يتدخلون في شؤونهم. عليهم العودة الى هويتهم الوطنية العراقية الجامعة، بالمواطنة الكاملة، والمصالحة الحقيقية والمشاركة الإيجابية في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية لخير الجميع.
عليهم العودة الى الدولة الحقيقية، دولة القانون والعدالة، دولة تحقق طموحات شعبها وتراعي تنوع المجتمع دينيا وقوميا. هذا الإصلاح سيشجع المهجرين والمهاجرين على العودة إلى بلدهم والمساهمة بمهاراتهم في بنائه وازدهاره. نسأل الله الأمن والأمان للجميع
ميلاد مجيد وسنة جديدة تختلف عن السنوات التي مرّت وانتم والعراق والعالم بخير.