تأملات البطريرك ساكو في آحاد البشارة- سوبارا
لقد “ولد لكم مخلص” (لوقا 2/11)
يعرف لوقا أن من مسؤوليته أن يُظهر للجميع أن لهم مخلص اسمه عمانوئيل” الله معنا“( متى 1/ 23). ويقوم بتقييم احداث ميلادالمسيح، والمواقف والمشاعر لكي يتمكن المؤمنون من أن يعكسوا نور ايمانهم على أوضاعهم الحالية عندما يقرأون هذه النصوص المقدسة أو يسمعونها.
نصّ ميلاد المخلص يتضمن ثلاث محطات:
- التعداد السكاني، بامر اوغسطس قيصر و قيرينِيوس حاكمَ سورية. يذكرهما لوقا كمراجع تاريخية للمبادرة الإلهية، ويربط أحداث يسوع وبشارته بتاريخ العالم . اما السفر الى بيت لحم حيث يولد يسوع، فيركز على انها مدينة داود وان يسوع من نسل داود لذا ينبغي ان يسجل اسمه هناك.
- اعلان الخبر للرعاة ونشيد الملائكة:” المجد لله في العلى والسلام على الأرض، للناس ذوي الإرادة الطيبة”. إعلان( السلام) هذا يشير الى نصّ النبي ميخا )5/1-7).
طبيعي ان يكون الرعاةّ اول من يُبشرون لان المسيح هو الراعي الصالح: ” لا تَخافوا، ها إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ يَكونُ للشَّعبِ كُلِّه: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ”( لوقا 2/10-11)
في النتيجة للمسيح لقبان ” الرب” و” المخلص”. عن هذين اللقبين سوف يتحدث الرعاة.
مبادرة الرعاة بديعة: زيارة الطفل، الدهشة والتأمل والمديح، ونقل ما اختبروه الى الاخرين. هذا ما ينبغي ان يفعله المسيحيون بشجاعة وفرح.
3.موقف مريم. يذهب الرعاة لرؤية ” الطفل”. وذكر المذود مرتبط بالرعاة الذين يروون لمريم ويوسف ما اخبرهم به الملائكة.
ثمة فرق كبير بين العبارات الفخمة التي استخدمها الملاك ليخبر مريم عن ابنها وبين الفقر الذي يحيط بميلاده! لربما هذه إشارة الى الرعاة الفقراء ايضاً.
- بلاغة سكوت مريم. تامل مريم الصامت” وكانَت مَريمُ تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور، وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها” (لوقا2/19). الصمت يحمل السرّ الإصغاء يتطلب نسج الثقة بخيط الايمان، والدنو منه والالتزام الملموس ، بعيدا عن الاضطراب. الله يتكلم في الصمت، علينا أن نستقبل كلمة الله بانفتاح وشغف وامتنان.
العبرة الايمانية للمسيحيين: يرى لوقا في خبرة مريم و الرعاة دعوةً للمسيحيين ليعمقوا إيمانهم وسط المتغيرات العديدة والتحديات الصعبة. الاصغاء- الانصات الى كلمة الله ،والتأمل العميق فيها لاكتشاف المعاني وعلامات الرجاء لاختبارها وحملها بفرح الى الاخرين.
” فلْنتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلى عَرْشِ النِّعمَة لِنَنالَ رَحمَةً، ونَلْقى حُظْوَةً، لِيَأَتِيَنا الغَوثُ في حِينِه”( الرسالة الى العبرانيين 4/16).
صلاة للعائلة المسيحية
أيها الرب يسوع، يا من أراد أن يعيش في حضن عائلة الناصرة المقدسة، بارك وقدس عائلتنا، لتصبح مثل عائلتك. ابقَ معنا دوماً بنورك ونعمتك. احفظنا من الأمراض والمصائب. أعطنا الشجاعة في أوقات التجربة، والقوة لتحمُّل كل ألم نواجهه. رافقنا بعونك لنتحد بك إلى الأبد في فرح ملكوتك (برونو فورتي، نور وجهك ص 102).