تأملات البطريرك ساكو في آحاد البشارة – سوبارا
الأحد الرابع
مار يوسف: الحُلْمِ سبيل لحلول المشاكل وترسيخ الثقة (متى 1/ 18-25)
هذا الأحد نتأمل في البشارة الى يوسف (يعني: الله يزيد)، نجّار من عامّة الناس يعلّمنا الاستقامة والحكمة والتمييز.
الحُلْمُ في الكتاب المقدس أسلوب آخر للالهام أي لبعث رسالة سماوية سعيدة، كما نرى في قصة يوسف ابن يعقوب: “رأَيتُ حُلْمًا أَيضاً كأَنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ وأَحَدَ عَشَرَ كَوكبَاً ساجِدةٌ لي” (تكوين 37/ 9-10) وتفسيره لاحلام فرعون (تكوين 41).
الحلم في الكتاب المقدس يعبّر عن ثقة الحالم بالله. والثقة ليست عاطفة عابرة، بل تنبع من القناعة والرجاء، فلا نيأس أبداً.
مار يوسف يحلم
بدل المزاجيّة والعُجالة التي يتبعها الندم، يُعلّمنا يوسف كيف نُواجه مشاكلَنا بصمت وهدوءٍ وحكمة وضمير حيّ. يوسف في مواجهة المشاكل كان يُصلي ويُفكر ويحلم بسبيلٍ مناسبٍ لحل المشاكل. لذا وصفه انجيل متى: “وكان يُوسُفُ باراًّ” (متى 1/ 19).
1. نراه يحلم بحلّ أمام حَبَل خطيبته
“تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس… فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه،” (متى 1/ 19-24). هذا يؤكد ان الله يُرشد الذين يصلون ويُفَكِّرون بعناية وحكمة لاتخاذ القرار الصائب.
2. يحلم بانقاذ يسوع من هيرودس
هيرودس الذي يريد قتل يسوع: “وكان بَعدَ انصِرافِ المجوس أَنْ تَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِيوسُفَ في الحُلمِ وقالَ له: قُم فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه واهرُبْ إِلى مِصْر وأَقِمْ هُناكَ حَتَّى أُعْلِمَك، لأَنَّ هيرودُسَ سَيَبْحَثُ عنِ الطِّفلِ لِيُهلِكَه. فقامَ فأَخَذَ الطِّفْلَ وأُمَّه لَيلاً ولَجَأَ إِلى مِصر” (متى 2/ 13-14).
3. يحلم بالعودة الى الناصرة
“وما إن تُوُفِّيَ هيرودُس حتَّى تراءَى ملاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ لِيُوسُفَ في مِصرَ وقالَ له: “قُمْ فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه واذهَبْ إِلى أَرضِ إِسرائيل، فقد ماتَ مَن كانَ يُريدُ إِهلاكَ الطِّفْل”. فقامَ فأَخذَ الطِّفْلَ وأُمَّه ودَخَلَ أَرضَ إِسرائيل” (متى 2/ 19-21).
خرج يوسف من المِحَن بتدخل الله
يوسف، علامة مضيئة في تاريخ الخلاص، انه يواصل صلَته بالعذراء مريم بصمت وتوارٍ، ويتحمل مسؤولية البشارة – الحَبَل والمحافظة على حياة يسوع مهما كان الثمن. حياةُ يوسف سعيٌ دائمٌ ومسيرةٌ إيمانيةٌ لا تتوقف. يوسف مثال واقعيٌ لنا كي نضع حياتَنا وحياةَ عائلتنا بين يدي الله خالقنا وأبينا الذي يقود تاريخَنا، فلنثق به.