البطريرك ساكو يشارك في الموسم الثقافي الثاني لراهبات بنات مريم في بغداد
اعلام البطريركية
شارك غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو عصر يوم الجمعة 29 تشرين الثاني 2024 في ندوة نظمتها راهبات بنات مريم الكلدانيات في ديرهم الام ببغداد بمناسبة الموسم الثقافي الثاني استعدادا لعيد شفيعتهن العذراء مريم المحبول بها بلا دنس في 8 كانون الأول، بعنوان “التكلم عن الله في العائلة”، بحضور سيادة المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي وحضرة المونسنيور جارلس سونا القائم بأعمال السفارة البابوية وعدد من الآباء الكهنة والراهبات وجمع من المؤمنين.
في بداية الندوة كانت كلمة لغبطة البطريرك وفيما يلي نصها:
كلُّ شيء يبدأ بالكلمة. في البدء كان الكلمة(الخلق)، وفي البدء كان الكلمة يسوع (الخلاص).
الكلام عن الله يعني أننا نعرفه، ونحبّه، ونُنصت اليه، والا كيف نقدر ان نتكلم عن شخص نجهله؟ من لا يحب، لا يعرف الله: الروح والنور والحب والرحمة والحق. هذه المعرفة ليست شكلية، بل خبرة حياتيّة عميقة، تمنحنا مساحة من الرجاء في داخلنا للتغيير والولادة من الله.
الأنبياء تكلموا عن الله وباسم الله بسبب حضوره فيهم والانصات الى الهاماته.
بالنسبة لنا نحن المسيحيين كلمة الله هي يسوع نفسه، قوة الله وحكمته (1 قورنثية 1/ 24) وليست مجرد كلمة مكتوبة. يسوع تكلم عن الله لان الله كان فيه وهو في الله وبالتالي هو ابنه. حياته كلها جسدّ الكلمة التي بشرنا بها.
مريم لم تتكلم عن الله، انما اصغت الى كلمة الله (البشرى) وعاشتها. بلاغة الإصغاء والصمت الداخلي أساسيّة للمؤمن. يكفي ما عبرت عنه في نشيدها تعظم نفسي الرب: الإيمان والثقة المطلقة والامتنان. اصغاؤها الى يسوع كمؤمنة برسالته وتلميذة له وتجسيدها لما تعلمته منه أعطت مثالا لنا لنفعل ما يقوله لنا كما دعت في عرس قانا (يوحنا2/5).
ككنيسة و مكرسين وكمؤمنين السؤال الأساسي المطروح علينا هو: كيف نحسِّس الناس بوجود الله، وكيف ننقله الى عالم يبدو انه انسحب منه؟ هنا ينبغي ان ننتبه إلى السياق المتغير للمجتمع: العولمة والتحولات المتسارعة، والثقافة الرقمية. وضرورة مراجعة دور اللغة والمصطلحات والأسلوب، للكلام عن الله في العائلة والدير والكنيسة ومع الاخرين، والتواصل مع حاجاتهم وتطلعاتهم، وضرورة تدريب الوعاظ ومعلمي “التعليم المسيحي” على المستجدات.
مثلا يوم امس في أمسية التراتيل ذكرتم في الصلاة الاولى: “قلبنا اليائس” كيف يمكن استعمال كلمة يأس أمام الرجاء وفرح الانجيل ؟ هنا اود ان اركز على قراءة الكتاب المقدس “كلمة الله”، قراءة هادئة والتأمل فيها واكتشاف معانيها الرائعة والتجاوب معها بسخاء. لندع صوت الله يكلم قلوبنا، فنجد بوضوح كل ما يريد ان يقوله لنا.
الكتاب المقدس والصلاة الشخصية هما الطريقة التي تدخلنا الى دائرة الحركة الإلهية لنكون في يسوع، ويسوع يكون فينا ومن خلاله في الله لكي نتمكن من التكلم عنه ويكون كلامنا مؤثراً.