البطريرك ساكو في قداس الاحد: إما الايمان، وإما التقليد والشريعة!
اعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الاحد الرابع من زمن تقديس الكنيسة في رعية القلب الاقدس في حي الوحدة ببغداد، مساء الاحد 24 تشرين الثاني 2024. عاونه بالقداس سيادة المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي والأب أمير كمو. تحتضن الرعية 300 عائلة.
وهذه عظة غبطته:
نختم هذا الاحد الرابع من تقديس الكنيسة (السنة الليتورجية) والأحد القادم سوف نبدأ زمن البشارة، ونحتفل اليوم بعيد المسيح ملك الكون الذي نؤمن به ونرجوه.
ان الجدل الذي يذكره متى (22/24-46) في هذا الإنجيل حول هوية يسوع، يحدث وفقًا لممارسة معروفة عند حاخامات إسرائيل القدماء. إنه جدل شفهي يعتمد على السؤال والجواب، باقتباسات آيات قصيرة من التوراة (الكتاب المقدس).
كان الفريسيون يفرضون دينًا صارمًا وأخلاقًا شكلية لا علاقة لها بالأيمان، كما يفعل الاسلاميّون اليوم! وكانوا يحُرجون يسوع بأسئلتهم عن الشريعة للتشكيك في عقيدة تعليمه، لكن هذه المرة تغير المشهد، فيسوع هو من يبادر كمعلم مقتدر بالسؤال. ومن خلال السؤال والجواب يشرح ببساطة البديل الجديد الذي عليه تقوم رسالة الإنجيل، والذي يغير بشكل عميق الطريقة التي يجب أن يعيش بها المؤمنون إيمانهم.
المسألة مع يسوع هي الحرية الروحية التي تدور بين الإيمان والحبّ وبين الالتزام الدقيق بعدد من الوصفات والمحظورات. بجوابه يزود يسوع تلاميذه بتعليم مشبع بمحبة كبيرة، ويدعوهم إلى البحث عن محبة الله والإخوة قبل كل شيء.
سؤال يسوع : “ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو”. وجاء جوابهم مباشرا: “ابن داود”. انهم يقصدون المسيح القومي – السياسي محرر إسرائيل من طغيان الاستعمار الروماني.
لكن يسوع أراد ان يعرفهم بمن هو، وما هي رسالته. واستند بذلك الى آية من المزمور 110: “فكيفَ يَدعوه داودُ ربّاً بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوحِ فيقول: قالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجلس عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيك فإِذا كان داودُ يَدعوه رَبّاً، فكيفَ يَكونُ ابنَه”. يسوع أعظم من داود. انه ابن الله لأن لفظة الرب تدل على الله. وبالتالي يُقصد بها ان داود أدنى منه. والجلوس عن اليمين يرمز الى الرضى والبركة والسلطة، أنه الرب الملك. كلمة الروح هي مفتاح كل علاقة دينية عميقة وسليمة،
انطلاقاً من الوعي الإيماني والمعرفة العميقة بكلام الانجيل، يتوجب علينا ان ننادي به ونشهد له بعباراته المفهومة والسهلة.