نهضة العراق مسؤولية مشتركة لكل العراقيين
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
إزاء الوضع الكارثي في المنطقة: الحروب العبثية، والقصف العشوائي، والقتل والتدمير والتهجير، اتى حديث سماحة المرجع الديني الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في 10 تشرين الثاني 2024 لدى استقباله السيد محمد حسان، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، خارطةَ طريقٍ لمعالجة المشكلات الرئيسية في البلاد وحمايتها من أي عدوان، ونهضتها.
اليكم النقاط الخمس مختصرة1:
1. منع التدخلات الخارجية. 2. ترسيخ سيادة القانون. 3. حصر السلاح بيد الدولة. 4. مكافحة الفساد. 5. التركيز على الأمن والاستقرار وازدهار البلد.
لا مفرّ من هذا المسار الذي طرحه سماحته كخطوة أساسية للتغيير بصدقه ولغته الوطنية. لذا يتعين على الحكومة العراقية والمسؤولين السياسيين تجسيدها، وطمأنة الشعب العراقي امام التهديدات التي قد تشعل المنطقة بأكملها.
ما يطمح اليه العراقيون هو وطنٌ يَنعمُون فيه بالسلام والأمان والوئام والاستقرار والحياة الكريمة، بدلاً من الفزع والخوف، والاقتتال والانقسام، والتهجير والهجرة.
لقد حان الوقت ليتَّحد العراقيون ويقفوا صفاً واحداً بعزم لبناء مستقبل مشرق لبلدهم، مهد الحضارات، ورفض من يهددهم ويفرقهم.
هذه بعض أفكار تسير في نفس سياق حديث سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني:
1. تكثيف الجهود الدبلوماسيّة من أجل السلام كما يريده الله والسلام أحد اسمائه الحسنى.
2. إرساء دستور مدني يقوم على المواطنة، يُخرِج البلاد من المحاصصة، “فالدين لله والوطن للجميع“. دستور يحتضن كلّ العراقيين بلا استثناء، ويحقق لهم المساواة والعدالة، بعيداً عن التصنيفات المكوناتية والدينية وغيرها. يكفي ان يكونوا كلهم عراقيين.
3. على الحكومة السيطرة على السلاح خارج نطاق الدولة، لأنه يبقى سبباً مكرراً للاشتعال. شعبنا يثق بجيشه ان تم تأمين الغطاء السياسي له للعب دوره المقدس في حماية الوطن وحصانة سيادته، ومحاسبة من يعبث بأمنه واستقراره. على الجميع ان يأتمروا بأمر القائد العام للقوات المسلحة للمحافظة على مركزية قرار السلم والحرب.
4. محاربة الفساد واسترجاع الأموال المسروقة الى الدولة لبناء الاقتصاد الوطني وتقدم عملية الاعمار، وتحسين الخدمات العامة والصحة والتعليم وتوظيف الشباب العاطلين.
5. تأسيس هيئة عليا بين المركز والاقليم لمتابعة الثوابت الوطنية، وتحصين الساحة الداخلية، من كل فتنة، ودعم قضايا العراق على الساحتين الإقليمية والدولية.
6. تشجيع الكفاءات والمهارات العراقية العلمية والفكرية والاقتصادية والفنية التي لم تتطلخ أيديها بالدم العراقي على العودة للإسهام في عملية البناء والتقدم. ومنحهم بعض الحوافز البسيطة.
إن الكنيسة كانت وستبقى دوماً مع الوطن، ومَن يخدم الوطن، ويعمل من أجل خير أبنائه. وترى ان المستقبل يتطلب توجيه كل الطاقات لبناء السلام وتحقيق المساواة والعدالة للمواطنين.
لنحمل نور هذا الأمل في ظلام منطقة منقسمة وجريحة.
___________________
1 نقلا عن موقع قناة السومرية