الثقة أساس تواصل العلاقات وضمان العمل معاً
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
كلُّ انسان، وكلُّ مؤسسة ومجتمع، يحتاج إلى الثقة، أي الى الاستقامة والمصداقية كما قال المسيح “فلْيَكُنْ كلامُكم: نعم نعم، ولا لا” (متى 5/ 37)، ليعيش بأمان وسلام، ويحقق أهدافه في الحياة ويلبّي احتياجاته الأساسية.
الثقة بالنفس، والثقة بالله وبالآخرين
الثقة بالنفس هي اعتماد الانسان على قدراته الواقعية، بعيداً عن مقارنتها بالاخرين أو محاولة تضخيمها وتسويق صورة وهمية وخادعة لها.
الثقة بالله هي معيار ايمان المرء الذي لا يتزعزع، وتسليم ذاته الكامل له، والتوكل عليه بالتغيير نحو الأفضل.
الثقة بالآخرين أساس العلاقات: الاخوّة والصداقة وضمان العمل معاً.
الثقة جسر الحياة، انفتاح متبادل على الآخرين من حولنا. انها التزامٌ ملموسٌ يخلق الشركة والإطمئنان. من دون الثقة نفقد العلاقات، ولا نقدر ان نعيش حياتنا اليومية بتناغم وسلام وفرح.
الثقة تساعد على استمرار العمل معاً والنمو في العائلة التي ننتمي اليها، والكنيسة التي نحن أعضاء فيها، والمؤسسة التي نعمل فيها.
لا ندرك قيمة الثقة والحفاظ عليها
إلا عندما تنكسر
وتتَّخذ شكل الكذب والنفاق
والغش والخداع والخيانة والإساءة
صدع الثقة إنعدام للأمان، وانفصام الشخص وانقسام العائلة والكنيسة والمجتمع. فقدان الثقة يخلق الريبة والتنافر والتحارب بدل التعاون والتكامل.
إن تربية علاقاتنا الاجتماعية والكنسية والتدريب عليها وتعزيزها يرتبط بمدى وعينا بأهمية الثقة التي نضعها في الآخرين ويضعها الآخرون فينا بصدق، من خلال الاصغاء بالمحبة والفهم والاحترام والتمييز من أجل إزالة الغموض والشك.