البطريرك ساكو في قداس الأحد: الهيكل الحقيقي هو قلبنا، لنوجه نظرنا الى تنقيته
إعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الاحد الثالث من زمن تقديسة الكنيسة في رعية مار كوركيس في حي الغدير/ بغداد الجديدة، مساء الاحد 17 تشرين الثاني 2024. وعاونه بالقداس سيادة المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي والأبوان مارتن بني والأب توماس بهنام. تحتضن الرعية 350 عائلة.
وبعد قراءة الانجيل طلب غبطته الصلاة من أجل انتهاء الحروب في المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار والحياة الكريمة للمواطنين. وحث على المشاركة الكثيفة بالتعداد السكاني العام بعد بضعة أيام والتعاون مع الباحثين.
واليكم نص موعظته:
يروي انجيل هذا الاحد (يوحنا 2/ 13-22) خبر دخول يسوع الى اورشليم المدينة المقدسة، وقيامه بتطهير الهيكل من كافة المظاهر الغريبة التي تشوه معنى وجوده. بهذا الفعل أعطى علامة قوية لسلطانه. يرمز تطهير الهيكل معنوياً الى تطهير هيكل قلبنا من كل الخطايا التي تشوهه، مثل حب الذات وتضخيمها وترويض صورة وهمية وخادعة لها والكذب والطمع والسرقة والابتزاز والنميمة والحقد والخيانة الزوجية والانتقام والعنف. نقاوتنا تقوم على علاقتنا ومحبتنا وخدمتنا. علينا ان نوجه نظرنا الى داخلنا لنعرف ذاتنا على حقيقتها.
يصعد يسوع (الصعود) الى اورشليم لاعلان اكتمال الخلاص. لذلك بعد حادثة الهيكل هذه لا نجد نصوصاً عن المعجزات، بل يركز يسوع تعليمه على السر الفصحي من خلال الجدالات مع معارضيه.
قام يسوع بتطهير الهيكل من كل المعالم الغريبة التي تشوهه، فالهيكل أو الكنيسة ليسا مولاً mall للتبضع، بل مكانا مقدسا للعبادة، اي للصلاة والتأمل والتنشئة المسيحية. اسمعوا صرخته المدوية: “لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة”.
هذا الموضوع بالغ الحيوية. .. فالإيمان والمال لا يتفقان، ولهذا قال: “لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال (متى 6/24). ومن هذا المنطلق قررنا مجانية خدمة الأسرار في كنائسنا في العراق مقابل بركة الزكاة السنوية، لتخليص الأسرار من ارتباطها بالمال الذي يشوهها. على الرسول أن يبقى حرًّا من قيود المال والعلاقات العائلية والقبلية. عليه كمكرس ان يتفرغ لإعلان كلمة الله وخدمة الرعية.
يحذر البابا فرنسيس من التجارب الدنيوية التي تدمّر شهادة الكنيسة: “أن الخدمة هي القاعدة الأساسية للمضي قدماً، فالأكبر هو الذي يخدم أكثر، والذي يكون في خدمة الآخرين وليس الذي يتباهى ويسعى إلى السلطة والمال، وهذا ما حدث مع الرسل، وهي قصّة تتكرر يومياً في الكنيسة. غالباً ما نرى أشخاصاً في الكنيسة يبحثون عن السلطة والمال والتباهي (موعظة قداس يوم الثلاثاء 17 أيار 2016، في كابيلا بيت القديسة مرتا).