البطريرك ساكو في قداس الاحد: روحانية المسيحية المحبة والانفتاح والفرح
اعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الاحد الثاني من زمن تقديس الكنيسة في رعية مار إيليا الحيري في حي الخليج/ بغداد، مساء الأحد 10 تشرين الثاني 2024. وعاونه سيادة المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي والأب وائل الشابي، كاهن الرعية وتحتضن الرعية 330 عائلة. للعلم لا تزال بغداد هي الأبرشية الكلدانية الأكبر في العراق وقبل السقوط كان تعداد الكلدان ببغداد يفوق 750.000 حسب الدليل البابوي.
واليكم نص عظة البطريرك:
طلب غبطته الصلاة من اجل انتهاء الحروب في المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار والحياة الحرة الكريمة للمواطنين. ثم شرح انجيل الاحد (متى 12/ 1- 8) الذي يتكلم عن حادثة السنابل. يشدد يسوع في تعليمه على أن الشريعة والهيكل والكهنوت ليست هدفاً بحدِّ ذاتها، بل الهدف هو الإنسان. ويعطي نموذجًا للحرية المسيحية التي تقوم على محبة الله والاخوة والانفتاح والفرح. ويستنكر سلوك المتطرفين من الفريسيين والكتبة المنتقدين مواقف يسوع وتعليمه لخير الناس! كثيرا ما يفهم البعض ومن بينهم بعض رجال الكنيسة الديانة والشريعة على طريقة الأصوليين، أي حرفاً جامداً.
المتطرف منغلق على مفهوم قديم ولغة قديمة وقراءة سطحية، ولا يرى إلا الموروث الكلاسيكي الذي نشأ عليه. وينتقد التجديد والتأوين ما يجعله يفقد حيوية الايمان، ويضيع فرصة التفاعل مع كل توجه منفتح. انه يتجاهل ما كتبه بولس إلى أهل قورنثية: “الحرف يميت والروح يحيي” (2 قورنثية 3/6).
يؤكد يسوع في حادثة “السنابل” ان الإيمان انعتاقٌ وحبٌ واملٌ وانتظارٌ وحياةٌ متجددة وفرح وهو مقياس الخلاص. ففي حادثة “السنابل”، كل ما قام به التلاميذ الجائعون، هو قطف السنابل في يوم السبت، الأمر الذي تحرِّمه الشريعة اليهودية. لذا ذهب يسوع يشرح لهم أن الشريعة هي لخدمة الإنسان وارتقائه وينبغي الإنصات الى تعليمه كونه حاضر معهم وهو الأساس ومنه تأخذ الأفعال شرعيّتها: “هنا أعظم من الهيكل وهو رب السبت، أريد رحمة لا ذبيحة”. وينهي قوله: “السبت لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت”، هذه هي القاعدة الاساسية. فهل نحن مستعدون أن ننصت اليه ونفهم ونفعل؟