البطريرك ساكو في قداس الاحد الاول من تقديس الكنيسة:
يعلمنا مار بطرس أن نحب باندفاع، وأن نتوب بانكسار عندما نخطأ!
إعلام البطريركية
ترأس غبطةُ البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو القداس في كابيلا مار توما الرسول للمعهد الكهنوتي البطريركي بعنكاوا / اربيل، مساءَ الاحد 3 تشرين الثاني 2024. وعاونه الأب توماس بهنام مدير المعهد، وحضره بعضُ المؤمنين. واليكم نص موعظة غبطته:
نحتفل اليوم بالأحد الأول من زمن تقديس البيعة. وينقل الينا إنجيل متى إيمان بطرس وتكليفه ليقود الكنيسة (مع الآخرين) الى الأمام لأنها الخميرة التي ينبغي أن تنمو وتكبر وليست دكاكين شخصية!
الحدث يحصل في نواحي “قيصرية فيليبس”، وهي منطقة بعيدة عن متناول الجمهور.
لقد أحبّ يسوع أن يختلي بتلاميذه ليُكوِّنهم. ويُظهِر هذا الحوار طريقة يسوع التربوية المؤثرة في تنشئة تلاميذه، وأسلوبَه الرقيق. انه يجذب مُحاوريه باحترام حريتهم من ناحية، ويحرّك مشاعرهم للحبِّ بجذرية من ناحية ثانية. هذا هو ما يُلهمه يسوع من خلال كلماته وافعاله.
سألهم عن أراء الناس عنه: “مَنْ تقولُ الناس أنى أنا“. انها تفكر انه: “أحد الأنبياء، مثل المعمدان، أو إيليا، أو إرميا”. هذه أفكار طيبة، لكنها لا تذهب إلى أبعد، لذا يعودُ يَسألهم مباشرة: “وأنتم من تقولون اني أنا؟” فيأتي جوابُ بطرس قاطعاً: “أنت المسيح ابن الله الحي”.
استحسنَ يسوع جواب بطرس، فطوَّبه على هذا الإيمان “طوبى لك يا سمعان بن يونا“. ومن خلال بطرس يُعطي يسوع الطوبى لكلِّ من يُؤمن به حقاًّ.
يؤسس يسوع كنيسته على بطرس، أي على صخرة إيمانِه، وليس على قول الناس – الرمل.
يعلّمنا بطرس أن نحب باندفاع وأن نتوب بانكسار القلب عندما نخطـأ. بطرس آمن، لكنه أخطأ أيضاً: كذب علناً أثناء القبض على يسوع، عندما قال ثلاث مرات اني ” لا أعرفه”. وأيضاً عندما حصل اضطهاد في روما على المسيحيين، خاف بطرس فهرب. وفي الطريق صادف يسوع، فسأله رابي، الى اين انت ذاهب Quod Vadis. أجابه يسوع: إني ذاهب الى روما لاستشهد عوضاً عنك … فما كان من بطرس في حالة الكذب عندما نظر اليه يسوع إلّا أن يبكى ويندم على كذبه وخذلانه، وفي المرة الثانية على جُبْنِه أن عاد الى روما وصلب بالمقلوب!
بالرغم من ضعف بطرس البشري، إلّا ان إيمانه كان قوياًّ وثقته عالية، أليس هو نفسه من قال حين أخذت الجموع تترك يسوع: “يا ربّ الى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟” (يوحنا 6/ 68).
كل واحد منا يمثله بطرس بشكل أو بآخر. لذا يتوجب علينا ان نرافق يسوع في محطات حياته لكي نتحول الى صورته بتنمية العلاقات: المحبة الصادقة، والثبات، وتحمُّل المسؤولية بالرغم من الاختلافات والصعوبات.
السينودالية التي اشتركت فيها بروما شهراً كاملاً، أكدت على السير معاً في الكنيسة كجماعة واحدة في الشركة والرسالة بخطوات عملية تشهد لايماننا، عبر الاصغاء الى الروح القدس في صمت داخلي وسَكينة من دون اضطراب، والصلاة الشخصية والجماعية (الليتورجيا)، والتأمل في كلمة الله، وتطبيق ما صليناه في تفاصيل حياتنا لتكون لنا الحياة الابدية.
حان الوقت لنتعلم من مثال بطرس:
– لنبدأ بصدق وشجاعة بتغيير تفكيرنا وتصحيح أخطائنا لنعيش بسلام في العائلة والمجتمع والكنيسة ولا نضيع حياتنا بالكبرياء والعناد.
– لنخرج من الأوهام والكذب، ولنكن صادقين أمام الله وأمام ذاتنا وأمام الآخرين.
– لنعترف بحدودنا وحاجتنا الى رحمة الله ورحمة إخوتنا ولنحافظ على الثقة!