صدور كتاب “بنور وجهك”
ترجمة الخوراسقف غزوان شهارا
إعلام البطريركية
عرفنا عن غبطة أبينا البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو الإهتمام بكل ما يتعلق بالثقافة والتثقيف، والتشجيع المستمر لرعاة الكنيسة على التأليف والنشر والترجمة من أجل أن يستفيد منها المؤمنون. نعلن بهذا الصدد انه كلف الخوراسقف غزوان شهارا بترجمة هذه المجموعة من الصلوات الى العربية.
الكتاب من تأليف رئيس الأساقفة برونو فورتي وهو واحد الرعاة الذين يصلّون مع الشعب ومن أجله، جمع في هذا الكتاب “نصوص بعض التأملات والصلوات التي تم تأليفها في الغالب بناءً على طلب كهنة ومؤمنين.
نورد فيما يأتي المقدمة التي كتبها المؤلف:
الصلاة تعني الوقوف أمام الله وبنور وجهه، لنسمح لأنفسنا أن نتشكَّل بحب الآب، الذي يشعّ في التاريخ وعلى كل واحد منّا في يسوع المسيح، ابنه، العامل بالروح القدس، كما حدث في الأم العذراء وفي القديسين، انعكاس وصورة للمجد الإلهي. لذلك فإن الصلاة هي ميدان المجيء، وبيئة يولد فيها الإنسان باستمرار بالمحبة الإلهية: ولهذا السبب فهي ضرورية جداً. يجمع هذا الكتاب الصغير نصوص بعض التأملات والصلوات التي قمتُ بتأليفها، معظمها بناء على طلب كهنة ومؤمني الكنيسة الموكلة إليّ، بمناسبة احتفالات وأعياد عزيزة على الجماعة المسيحية، أو بدافع الرغبة في مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس على اكتشاف عطية الصلاة. وبالتالي فإن هذه المجموعة هي شهادة على كيف ان شعبنا يطلب منّا مساعدته على الصلاة، مما يحفّز ذلك الذي يخدمه بالإيمان على فتح قلبه وحياته الى الله الحي، الذي نحن جميعاً بحاجة كبيرة إلى محبته.
في البداية أذكر “رسالة في الصلاة” التي كتبتها منذ عدة سنوات وشاركتها مع العديد من رفاق الدرب. تتبعها نصوص صلوات مختلفة، مقسمة إلى أربعة أقسام:
الى الله الثالوث، إلى العذراء والدة الله، الى القديسين (حسب الترتيب الزمني لحياتهم الأرضية) والى نيات مختلفة.
وتختم المجموعة “رسالة عن الثالوث” قصيرة، والتي تهدف إلى الدخول الى التأمل في الله محبة، الذي إليه تشير كل هذه الصلوات باعتباره الأصل والرحم والموطن، و”رسالة قصيرة عن الكنيسة”، التي تصف البيئة الحيوية التي فيها يتربى – في مدرسة الليتورجيا وكلمة الله والاسرار – قلب ذلك الذي يؤمن ويتثقف بالصلاة وفي المحبة المعاشة، التي هي إعدادها وثمرتها.
فمن خلال هذه النصوص يضيء الربّ في القلوب بشكل متزايد الشعلة الحية للتسبيح له، ونكهة التحدث معه، وضرورة التوجه إلى العذراء الأم والى القديسين، قدوة ورفاق مسيرتنا، لنسأل شفاعتهم للكل ومساعدتهم في الاستجابة للتدبير الإلهي لكل واحد منا.
ادعو كل من يقرأ هذه الصفحات أن يسند رأسه على صدر يسوع، متذكراً أن الحبّ وحده يجعله ينفتح على معرفة المحبوب. تذكّرنا عبارة أوريجينوس بهذا الأمر بشكل ملفت للنظر: “فقط من اتكأ على صدر يسوع استطاع أن يفهم معنى كلمات يسوع” (في يوحنا 1، 6: الآباء اليونان 14، 31). بنور وجهه ينير كل شيء ويتجلى، لأنه “في نوره” “نرى النور” (مزمور 35: 10).