البطريرك ساكو في قداس الشهيدة مسكنتا: في هذه الظروف الصعبة لا نحتاج الى شهداء الدم، بل نحتاج إلى شهود الحياة
اعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو مساء يوم الأربعاء 25 أيلول 2024 القداس بمناسبة ذكرى استشهاد القديسة مسكنتا وولديها في كركوك في القرن الخامس، وذلك في كنيسة دير القديسة حنة للراهبات الكلدان بنات مريم، بالكرادة داخل – بغداد، وعاونه بالقداس سيادة المطران باسيليوس يلدو والاب بسمان جورج وحضره عدد من الراهبات والمؤمنين.
واليكم نص موعظة غبطته:
في البداية أطلب منكم ان تصلوا من اجل السلام في لبنان والأراضي المقدسة والسودان وأوكرانيا وانتهاء هذه الحروب المدمرة. في تاريخ الكنيسة الطويل في بلادنا، حدثت اضطهادات للمسيحيين بشكل مستمر، وراح ضحيتها آلاف الشهداء مثل مسكنتا وولديها، لكن اليوم لا يحتاج المسيحيون الى الاستشهاد، إنما ما يحتاجونه هو شهادة الحياة التي تؤثر إيجابيا على المجتمع.
ان التطابق بين الإيمان والأخلاق امام اللامبالاة، وتراجع الاخلاق والقيم، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، بما للأبعاد الروحية والأخلاقية من التأثير على السلام والأمن العالميين، ونزع السلاح، ومنع الصراعات. الصراعات والحروب الحاصلة في منطقتنا وعالمنا سببه تدهور الاخلاق وغياب التعليم الديني السليم، وفقدان الثقة والخشية من الاخر المختلف، واستخدام العبارات الملوثة بفيروس التطرف الأيديولوجي، والبحث عن الزعامة والمصالح، بدل السعي لتعزيز قيم العيش المشترك كالصداقة والتضامن والاحترام والتفاهم المتبادل لبناء مستقبل أفضل.
على المسيحيين ان يكونوا قادرين حتى لو كان عددهم محدوداً ان يشهدوا لشيء مختلف وأن يتحملوا الألم من أجل إنتاج عمل ذي قيمة إنسانية وروحية واجتماعية. المسيح قال: “أنتم ملح الأرض” (متى 5/13)، أسأل .. ماذا فعلنا لنكون ملح الأرض؟
1.على المسيحيين الانخراط في الحوار من أجل التعايش السلمي والإسهام في إعادة التفكير في المعايير الحالية وبناء الإنسان في العائلة والمدرسة وهو الخطوة الأولى لبناء المسار الإيجابي للتغيير.
2. على المسيحيين ان يكونوا شهودًا لقيم ليس من السهل الحديث عنها، ويجسدوها في واقعهم. اذكر مثلا أقوال المسيح: كلكم اخوة، أحبّوا بعضكم بعضاً، اغفروا، كونوا صانعي السلام.. هذه الكلمات ان عشناها تحرر أنفسنا من النزعات غير الصحية.
إننا نحتاج اليوم إلى شهود قادرين على عيش المحبة والرجاء والسلام، أي الى شهادة الحياة، وليس إلى شهادة الدم. إننا نتطلع إلى يوبيل الرجاء الذي أعلنه البابا فرنسيس ليكون في العام القادم 2025، ليترجم الأمل إلى السلام لكل العالم.