الاُسقف المؤمن والرسول؟
الدعوة الكهنوتية والاسقفية بطبيعتها، هي ان يكون الشخص رجل الله، اي مؤمناً مُشبَعاً بروح الله، مما يساعده ان يتكلم باسم الله ويُنصت الى ما يلهمه ايّاهُ، ويحوّله الى وقت للصلاة والتأمل وخدمة المحبة بتجرُّد.
الاُسقف المؤمن راسخ في إيمانه بضميرٍ حيّ. شخصٌ محبٌ، متواضعٌ، غيورٌ، ملتزمٌ بالمبادئ والقيَم الثابتة. يُؤثِر الخير العام على الخاص. وشجاعٌ يدافعٌ عن الحق وبعيدٌ عن ايّ ” فوبيا السلطة”وتحزّب وكسب للمال والجاه.
يعرف كيف يوجّه الناس في الظروف الصعبة ويّحمل اليهم الرجاء. بمقدار ما يُصغي الكاهن الى كلمة الله، ويجسّدها، بمقدار ذلك بوسعه ان يشهد بالحياة ما يبشّر به، وأن يجتذب الناس الى الله.
من دون هذه المسؤولية والعلاقة الوجدانية يفقد الشخص دعوته ولا يبقى منها سوى الشكل.
نشكر الله على وجود كهنة وأساقفة مشرقين في كنيستنا الكلدانية في الماضي والآن، ويعيشون في سلام وفرح.
لكن بالمقابل يوجد من يعتقد ان معه الحق وحده، ويبسط سلطته خارج الشركة الكنسية، ويهتم بادارة ابرشيته وكانها “جزرة”، ناسياً الطاعة التي اعلنها يوم رسامته للبابا والبطريرك.
اذكر بألم مثالاً على ذلك: مقاطعة بعض الأساقفة السينودس (تموز 2024)، وقرار سحب تلاميذ أبرشية أربيل ودهوك والقوش من المعهد الكهنوتي، وإرسالهم الى لبنان لتكميل دراستهم، وعدم المشاركة في الرياضة الروحية الحالية (19-22) آب 2024.
هذه خطوات خاطئة وعصيان مُعلَن، يُقسِّم الكنيسة كما أكَّد آباء السينودس المنعقد في بغداد بتاريخ 19-23 تموز 2024. هذه فخاخ شيطانية!
المعهد الكهنوتي ليس مُلكاً للبطريرك، اليوم أنا وغدا غيري. انه الشريان الحيوي للكنيسة. المعهد لن يُغلَق كما يروِّجون لان الكنيسة هي للمسيح، وهو سيرسل يقيناً دعوات جديدة.
الكنيسة تبقى والاشخاص يرحلون
والربّ سوف يحاسب كل واحد على أعماله