البطريرك ساكو في قداس الأحد الثالث للرسل: العالم يحتاج الى مسيحي حنون!
إعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الاحد الثالث للرسل مساء 2 حزيران 2024، في كابيلا المعهد الكهنوتي بعينكاوا. عاونه سيادة المطران توماس ميرم والابوان بيوس عفاص ومالك ملّوس، وحضره تلاميذ المعهد الكهنوتي وعدد من المؤمنين.
قال غبطته في موعظته:
عادة نفهم مَثَل السامري الذي سمعناه من الانجيل قبل قليل (لوقا 10/ 25 – 37) على انه تشجيع على خدمة المحبة الأخوية، لكن في الواقع يعلمنا الإنجيل قبل كل شيء أن المسيح وحده يجعلنا قادرين على المحبة الحقيقية والكاملة. وهذا يغير كل شيء.
الكاهن واللاوي لم يهتما بمساعدة الرجل المُحتَضر على جانب الطريق، بسبب تمسكهما المتزمت بقانون الطهارة. هذه الأصولية الدينية اجترار للماضي لا علاقة لها بالاصالة التي هي انفتاحٌ وابداعٌ. علينا أن نعيش في عالم واقعي، وليس في عالم نصنعه لانفسنا. اليوم هذه العقلية موجودة في الكنيسة، والبابا فرنسيس يتكلم عنها وينتقدها.
السامري الحنون الذي يأتي لمساعدة الجريح، يفعل أكثر بكثير مما يمكن أن يفعله رجل كريم. يقول الانجيل: “وضَمَّدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتاً وخَمراً، أي استعمل زاده للطريق، – مثلما فعلت الأرملة التي وضعت فلسين (كل ما كانت تملك) في الصندوق، مرقس 12/ 44 – ثم وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه، ودفع اُجرة الفندق..” (لوقا 10/ 34-35).
السامري ليس سوى المسيح نفسه الذي عاش محبة الله ومحبة الاخرين بلا حدود، وبذل نفسه من أجلنا.
المسيح وحده، يمكنه أن يحررنا من سجن “الأنا”. لقد أكد ذلك في العشاء الأخير: “فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم” (يوحنا 13/ 15).
في الرسامة الاسقفية يُعطى الاسقف خاتماً وعكازاً وتاجاً كرموز لسلطته، لكن اعتقد ينبغي ان يعطوه ايضاً إبريقاً ومنشفة ليغسل الارجل، كما فعل المسيح وطلب من الرسل ان يفعلوا ذلك. اذكر في رسامتي الاسقفية أن اصدقائي الإيطاليين ألبسوني “بشطمانا-منديلا” مكتوب عليه “للخدمة” كهدية لمرحلة جديدة ومتقدمة من خدمتي الكنسية.
وسط المحنة التي يعيشها العديد من الأشخاص اليوم، بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية، ثمة حاجة الى مسيحي حنون، يعيش ما علَّمه يسوع الذي قال للسائل في مَثَل السامري: “اِذْهَبْ فاعمَلْ أَنتَ أَيضاً مِثْلَ ذلك” (لوقا 10/ 37). على الكنيسة أن تعلّم المسيحيين ذلك.
في الختام ودَّع غبطته والتلاميذ والمشاركون في القداس سيادة المطران توماس ميرم الذي سيغادر فجر الثلاثاء الى ديترويت.
وفي القداس
شكره غبطته على المائة (100) يوم التي قضاها في المعهد الكهنوتي وتقاسم معنا حلوَها ومرَّها بفرح.
وتمنى له العمر المديد والسعادة