البطريرك ساكو في قداس الاحد: في عالم تنهار فيه الاخلاق، نحتاج الى الصعود- الارتفاع حتى نعيش بسلام
اعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الاحد السابع من زمن القيامة مساء 12 أيار 2024 في كابيلا المعهد الكهنوتي بعينكاوا / اربيل. عاونه سيادة المطران توماس ميرم وحضره تلاميذ المعهد الكهنوتي وبعض المؤمنين.
قال غبطته في موعظته:
نعيش اليوم في عالم معقد وغير مستقر. عالم يتبنى قرارات تتقاطع مع الاخلاق والقيم والروحانية المسيحية: التحول الاقتصادي والتهافت وراء المال، وصناعة الاسلحة المدمرة، وحروب هي عموماً ضد الأبرياء، وتشريع الإجهاض، والقتل الرحيم والطلاق والفساد الخ. انه انهيار للاخلاق…
امام هذه التحديات اليومية والتحولات يبقى الانسان بحاجة الى النظر الى السماء، الى الله لكي يعيش السلام الداخلي والتوازن ويرتبط الناس مع بعضهم البعض. وحدها النظرة التي ترتفع أولاً إلى الله يمكنها أن تساعد الانسان على الاستقرار والعيش بكرامة وتوازن.
إن عصرنا يفتقر إلى نور الله الذي اشرق علينا من خلال المسيح ليوقظ الايمان والاحترام في قلوب الناس الحيارى امام المشاكل المعقدة.
إنجيل اليوم (مرقس 16/ 14 – 20) يروي خبر ظهور يسوع لتلاميذه وإرسالهم إلى الكرازة بشيء مختلف عن العالم. يسوع القائم من بين الأموات والمرتفع الى السماء والجالس عن يمين الله، أي مكان البركة، يوكل الى تلاميذه وهم متكئون، أي خلال مائدة الافخارستيا –حمل الإنجيل إلى للخليقة كلها.
لا يرسل الأحد عشر وحدهم، بل التلاميذ الأخرين والذين سينضمون إليهم عبر السنين، ونحن من ضمنهم.
أمام هذه التحولات المقلقة والمخيفة يتعين على المسيحيين حمل تعليم يسوع بجرأة: أُبّوة الله، ومحبته وغفرانه الى العالم أجمع، سلاماً ومحبةً وخلاصاً وكرامة كاملة للرجل والمرأة والطفل..
الشرقيون يُصلّون ووجوههم نحو شروق الشمس – رمز المسيح الذي ينتظرونه ليعانقوه. وليعطيهم الطاقة الانسانية والاخلاقية والروحية للصمود والاستمرار. هذا هو الرجاء في صعود يسوع الى الآب السماوي.
في القراءة الاولى من اشعيا جاء: “وقال الله من اُرسل ومن ينطلق، فاجاب اشعيا ها أنذا فارسلني (اشعيا 6/ 8-9).
هذا السؤال مطروح اليوم على كل واحد وواحدة منا وعلى المسيحيين كافة: كيف يجب ان نشهد لايماننا بشجاعة ومن دون خوف ولا مجاملة حتى يؤثر حوالينا ايجابياً ويعطي ايماننا بُعداً جديداً؟