نص كلمة سيادة المطران فرنسيس قلابات اثناء استقبال الجالية العراقية لرئيس الوزراء العراقي في المركز الكلداني العراقي بمشيغان
بإسم الأب والإبن والروحِ القدُسْ ألإلهُ الواحِدْ آمين
فخامَةْ دولَة رئيسْ مجلِس وُزراءْ العراق السيد محمد شَيَّاعْ السوداني الموقر.
باسمِ غِبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، وبإسمي وباسم إخوتي الأساقفة مار ابراهيم ومار شليطا، وباسمِ الجالية الكلدانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى وجهٍ الخصوص المجتمعينَ هُنا الليلة، نُرحِّبُ بِفَخامَتِكُم اجمل ترحيب.
ألأُمَّة الْكَلْدَانِيَّة في العراق والعالم، تُثَمِّنْ مَساعِيَكُمْ ألأبوية وجُهودَكُم الحَثِيثَة التي تَبْذِلونَها في رِعايَة مَصالِح الشَّعبْ العراقي عامةً والمسيحيينَ خاصَّةً. إنَّ الْهَوِيَّة الْعِرَاقِيَّة مُتَجَذِّرَة وَمَتَأصِّلَة فِي تُراثِنَا وَثَقَافَتِنَا وإيمانِنا، وَنؤَكِّدُ أَنَّ المسيحيينَ يَتَطَلَّعُونَ لِلْعَمَلِ والمُساهَمَة مَعَ أبناءِ بَلدِهِمْ فِي بِنَاءِ عِرَاقٍ قويٍّ وَمُزْدَهِرْ.
إنَّ إِيمَانَنَا المسيحي يُعَلِّمُنَا أَنَّهُ حَيْثُمَا ألآلامْ يكَوْنُ اللهُ حاضِراً وَسَطَ هَذِهِ ألآلامْ مِنْ خِلال تَضْحِياتِنا، فهناك يَتَجَلَّى المَجْدْ.
لِذَلِكَ، رَغْمَ وُجودْ ألَمْ في الماضي القريبْ، إلَّا أنَّنا مَعاً بِثِقَتِنا وَإيمَانِنا بِالله، نَأمَلْ أنْ تُصْبِحَ هَذِهِ الجِراحاتْ عَلاماتْ حُبْ وَتَضْحِيَة، وهُنا أيضا يَتَجَلَّى المَجْد. وَعَلَيه نُقَدِّمُ لَكُمْ تَحيَّاتِنا بِمَحَبَّة وَامْتِنانْ علَى التَّضْحِياتْ الَّتِي قَدَّمْتُموها وَتُقَدِّمونَها لِلْبِلوغِ الى المَنَالْ. بَارَكَ اللهُ فيكُم وَأعَانَكُم فِي قِيَادَةِ بَلَدِنا الحَبيبْ العراق. البَلَد الذِي تَلَقَّيْنا فيهِ إِيمَانَنا المَسيحي مُنذُ ألْفَيْ عامْ. وَما زِلْنا نَتَطَلَّعْ الى تَحْقيقِ هَذِهِ المَسيرَة في بَلَدِنا العراق، عِراقُ المُسْتَقْبَلْ، عِراقُ ألأمانْ والسلامْ والحُرِّيَة وَألأمَلْ.
وَيَتَجَلَّى هذا الأَمَلْ بِمَساعيكُمْ النَّبيلَة، بِلِقائِكُم غِبْطَة أَبِينا البطريرك مار لويس ساكو، في العاصِمَة بَغْدَادْ الحَبيبَة، وَتَأْكيدَكُم على حِرْصِ الحُكومَة لِتَرْسِيخْ مَبْدَأ التَعايُشْ والتآخي بينَ أَطْيافْ المُجْتَمَع العِراقي لِلْوِصولْ الى غَايَة المُواطَنَة. دَاعِينَ اللهَ عَزَّ وَجَلْ أَن تُثْمِرَ جُهودُكُم بِمَا هُوَ خَيْرٌ لِكَنِيسَةِ العِراقْ وَشَعْبِهِ.
وَفِي الخِتَامْ، نُكَرِّرُ شُكْرَنا عَلَى لَفْتَتِكُم الكَريمَة بِلِقائِكُم أَبْنَاءَ الجَاليَة العِراقِيَّة في بَلَدِنا الثاني الولايات المتحدة الأمريكية، حَيْثُ نُرَسِّخُ وَنَزْرَعُ بِذورَ تُراثِنا الكَلْداني في تُرْبَتِها، وَمَا نَزالُ فَخورينْ بِتُراثِنا وَلُغَتِنا وَمُخْلِصينَ لِبَلَدِنا ألأمْ العِراق. مُؤَكِّدينَ بِأنَّنا نَسْعَى جاهِدينَ لِلْحفاظِ على عَلاقاتٍ وَثِيْقَة بَينَ العِراق والولايات المتحدة ألأمريكية، بِما يَخْدُمُ المَصَالِحَ المُشْتَرَكَة لِلْبَلَدَيْن.
أدامَكُمُ اللهُ لِخِدْمَةِ العِراقْ وَشَعْبِهِ، آمين.