الميلاد والشرق الحزين
إخلاص عابد جرجيس
بغداد 22 كانون الأول 2023
ميلادك على الأبواب والشرق حزين
اُناجيك يا يسوع وقلبي سجين
سجين القلق والخوف والحاضر المُهين
المستقبل يكتبه جبابرة وغزاة للماضي محَرِّفين
صلاتنا تتأرجح بين باركوا المضطهدين
وتعالوا اليَّ يا ثقيلي الأحمال والمتعبين
دموع بابا نويل تتناثر على جثث الاطفال المقتولين
بتروا أشجار الميلاد من جذعها وزرعوا حقدهم الدفين
من يصرخ معي بوجه الظلم وصانعي الحرب المجرمين
من يلثم جراح اُمّ ثكلى ويُعيد الاطفال المشردين؟
مزَّقوا صورة العائلة وهدموا أعشاش المحبّين
شتَّتوا الشملَ وردَموا الفضائل وكتموا أفواه المعارضين
بلدانٌ عبثت بها يد المصالح ودفع الثمن شعب مسكين
العراق، اوكرانيا، سوريا، لبنان، يمن، ليبيا، السودان وفلسطين
قسَّموا كل بلد ونثروا رماده في اليَمّ وبعثروا الخيرات فمن يُعين؟
إغتنى تجّار الحرب وجاع أهل البلاد ولا خبز للجائعين
خمَدَت نار المَضيف… فلا قهوة ولا شاي ولا مسامرين
حرقوا المكتبات ووأدوا الثقافة وطغى الجهل بتعليم الفاسدين
أين قيَم تعلمناها وكتب نهَلنا منها متعطشين؟
أرشِدوني لمن يبيعها فاشتريها ولو أضطررتُ أن أستدين
أين محبّة أخوية تربّينا عليها لا فرق بين مسيحيين ومسلمين
أين حرارة اللقاء الحميم تشع بالفرح؟ ما بالكم باردين!
هل سنستعد للنهوض معاً ونصحّي النائمين؟
أم كلّ منا يلعق جراحه بصمت؟ وينتظر فارس الخلاص الأمين
هل نتركهم يلتهمون أحلامنا ونتظاهر بأننا قانعين؟
أم ترانا نثور على خضوعنا ونعاود بناء أعشاش المهاجرين؟
ألا يصلكم صوتهم؟ ألا يهتز وجدانكم؟ أم أنني من الحالمين
فهدير أمواج الظلم يرعبني وصوت يتردد… لِمَ تسألين؟
أسأل لأن الميلاد قريب وطفل المغارة يفرح بالزائرين
بحثاً عن قلوب تحتضنه، لا يطالها المعتدين
وشموع نوقدها بالحب تبدد ظلمة الظلاميين…