توضيح حول ما ورد بخصوص موافقة الفاتيكان على مباركة المثليين
اعلام البطريركية
نقلت وكالات الانباء خبراً بعنوان مثير وغير موضوعي: نذكر على سبيل المثال: الفاتيكان: يوافق رسميا على السماح للقساوسة بمباركة الازواج المثليين!! او بابا الفاتيكان يوافق رسمياً على مباركة الازواج المثليين.
والصورة التي رافقت الخبر هي لكنيسة انجيلية وليست كاثوليكية كما وردت في خبر قناة الحرّة.
الكنيسة لا تعترف الا بالزواج بين الذكر والانثى وتعتبره من تصميم الخالق، وسراً مقدساً لبناء العائلة.
ما أثاره الاعلام هو طَلب البركة… والمعروف أن أي شخص بغضّ النظر عن إنتمائه يمكن ان يأتي ويطلب بركة من رجل الدين أو صلاة: “ادعي لي” كما نقول بالعربية الدارجة في العراق. هذه البركة – الدعاء ليست رتبة طقسية ليتورجية كنسية رسمية.
المثلية خطأ في الطبيعة البشرية، والمثلي غير مسؤول عن وضعه… الخطأ هو في ممارسة الجنس مع شخص من جنسه، كما ان الخطا هو في ممارسة الجنس خارج الزواج الشرعي. هذا السلوك غير مقبول.
المجتمعات الغربية هي مجتمعات ليبرالية – علمانية اعترفت بزواج المثليين، حفاظاً على حياتهم وحريتهم، بينما الكنيسة الكاثوليكية لا تعترف ابدأ بزواج المثليين.
نشكر الله ان الشرقيين لا يزالون محافظين على تقاليدهم وقيمهم ولا نعتقد بوجود ظاهرة المثليين وظاهرة تغيير الجنس التي غدت في بعض الدول “موضَة”!
وننقل اليكم الخبر الرسمي من دار الصحافة الفاتيكانية؟
أندريا تورنيلي يكتب حول منح البركة: قلب الراعي الذي لا يغلق الباب أبداً
يتأمل مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانيّة في الوثيقة الجديدة الصادرة عن دائرة عقيدة الإيمان، والتي تفتح إمكانيّة منح بركات بسيطة للأشخاص الذين يعيشون أوضاعاً غير منتظمة، ويتأمل في موقف يسوع وتعليم البابا فرنسيس.
ترجمة موقع أبونا:
لا أحد يأتي إلى يسوع إلا إذا اجتذبه. هذا ما كتبه القديس أغسطينوس، معيداً صياغة كلمات السيد المسيح: “ما من أحد يستطيع أن يقبل إليّ، إلا إذا اجتذبه الآب الذي أرسلني” (يوحنا 6/ 44). ففي أصل انجذابنا إلى يسوع – ذلك الانجذاب الذي تحدّث عنه بندكتس السادس عشر، مذكّراَ بكيفية انتشار الإيمان – هناك دائماً عمل النعمة. الله يسبقنا دائماً، يدعونا، يجذبنا، يدفعنا خطوة نحوه، أو على الأقل يشعل فينا الرغبة في القيام بتلك الخطوة، حتى لو كنا لا نزال نشعر بأننا نفتقر إلى القوة ونجد أنفسنا مشلولين.
لا يمكن لقلب الراعي أن يبقى غير مبالٍ تجاه الأشخاص الذين يقتربون منه طالبين البركة بتواضع، بغض النظر عن حالتهم أو تاريخهم أو مسار حياتهم. قلب الراعي لا يطفئ النور الوامض لمن يشعر بعدم كماله، عالماً أنه يحتاج إلى الرحمة والمساعدة من العلاء.
يرى قلب الراعي في طلب البركة هذا، صدعاً في الجدار، فتحة صغيرة قد تعمل النعمة من خلالها. لذلك، فإن همّهم الأول ليس سدّ الشق الصغير، بل الترحيب وطلب البركة والرحمة حتى يتمكن الناس الذين سبقوهم من البدء في فهم خطة الله لحياتهم.
ينعكس هذا الوعي الأساسي في إعلان دائرة عقيدة الإيمان حول معنى البركات، والذي يفتح إمكانيّة مباركة الأشخاص في الحالات غير النظاميّة، بمن فيهم من نفس الجنس. ويوضح الإعلان أنّ البركة في هذه الحالة لا تعني الموافقة على خيارات حياتهم. كما يشدّد على تجنب أية طقوس أو غيرها من العناصر التي قد تحاكي الزواج على نحو بعيد.
تعمّق هذه الوثيقة عقيدة البركات، وتقوم بالتمييز بين البركات الطقسيّة والليتورجيّة وبين البركات العفويّة التي هي ممارسات مرتبطة بالتقويات الشعبية. إنّ نص الوثيقة يجسّد، بعد مرور عشر سنوات، الكلمات التي كتبها البابا فرنسيس في “فرح الإنجيل” 47: “الكنيسة ليست جمركًا، إنّها البيت الأبوي، حيث يتوفّر مكان لكلّ واحد، مع حياته الصعبة”.
أصل الإعلان إنجيليّ. في كلّ صفحة من صفحات الإنجيل تقريباً، كسر يسوع التقاليد والوصفات الدينية والاحترامية والأعراف الاجتماعية. إنه يقوم بأفعال صادمة للصالحين، الذين يسمّون “الأنقياء”، أولئك الذين يحصنون أنفسهم بالمعايير والقواعد للابتعاد والرفض وإغلاق الأبواب. في كل صفحة من صفحات الإنجيل تقريباً، نرى علماء الشريعة يحاولون محاصرة السيد بأسئلة مغرضة، ثم يتمتمون بسخط على حريته التي تفيض بالرحمة: “هذا الرجل يقبل الخطاة ويأكل معهم!”.
كان يسوع مستعداً للركض إلى بيت قائد المائة في كفرناحوم لشفاء خادمه الحبيب، دون القلق من تلويث نفسه بدخول بيت وثني. لقد سمح للمرأة الخاطئة أن تغسل قدميه وسط نظرات الإدانة والازدراء من الضيوف، غير القادرة على فهم سبب عدم طردها. لقد نظر إلى زكا العشّار وهو ملتصق بأغصان الجميزة، دون أن يطلب منه أن يتوب ويغيّر حياته قبل أن ينال نظرة الرحمة تلك. ولم يَدن الزانية والتي كانت تتعرّض بحسب القانون للرجم، بل جرّد جلاديها من سلاحهم، مذكراً إياهم بأنهم أيضاً -مثل الجميع- خطاة. قال إنه جاء من أجل المرضى وليس من أجل الأصحاء، وقارن نفسه بالشخصية الفريدة للراعي الذي يرغب في ترك تسعة وتسعين خروفاً دون حراسة للبحث عن الضال. لقد لمس الأبرص فشفاه من المرض ومن وصمة العار لكونه منبوذاً “لا يمكن المساس به”. لقد واجه هؤلاء “المتروكون” نظرته وشعروا بأنهم محبوبون، ونالوا عناق الرحمة الذي قُدم لهم دون أي شرط مسبق. عندما اكتشفوا أنهم محبوبون ومغفور لهم، أدركوا ما هم عليه: خطأة فقراء، مثل أي شخص آخر، بحاجة إلى التوبة، ومتسولون من أجل كل شيء.
قال البابا فرنسيس للكرادلة الجدد في شباط 2015: “بالنسبة ليسوع، ما يهم قبل كل شيء هو مد يده لإنقاذ البعيدين، وشفاء جراح المرضى، وإعادة الجميع إلى عائلة الله! وهذا أمر فاضح للبعض! يسوع لا يخاف هذا النوع من الفضائح! إنه لا يفكر في ذوي العقول المنغلقة الذين يصدمهم حتى عمل الشفاء، وأن يصدمهم أي نوع من الانفتاح، أو أي عمل خارج عن صناديقهم العقليّة والروحيّة، أو حتى لمسة أو علامة حنان لا تتناسب مع تفكيرهم المعتاد وطهارتهم الطقسيّة.
ويؤكد الإعلان أن “عقيدة الزواج الكاثوليكيّة الدائمة لا تتغيّر: فقط في سياق الزواج بين رجل وامرأة، تجد العلاقات الجنسيّة معناها الطبيعي والسليم والإنساني بالكامل“. لذلك، لا بدّ من تجنب الاعتراف بالزواج “بما يناقضه”. ولكن من الناحية الرعوية، فإنّ الباب ليس مغلقاً أمام “الأشخاص غير المنتظمين” الباحثين عن بركة بسيطة، ربما أثناء زيارة مزار أو رحلة حج.
لقد حدّد العالِم اليهودي كلود مونتيفيوري خصوصيّة المسيحية في قوله هذا: “بينما تصف الديانات الأخرى الإنسانيّة بأنها تسعى إلى الله، فإن المسيحيّة تعلن عن إله يبحث عن الإنسانيّة… علم يسوع أن الله لا ينتظر توبة الخاطئ؛ يذهب يطلبه ليدعوه إلى نفسه“.
إنّ الباب المفتوح للصلاة والبركة الصغيرة، يمكن أن يكون بدايةً، وفرصة، ومساعدة.
دائرة عقيدة الإيمان