وجع الإنتماء…
إخلاص عابد جرجيس
اُحبُّ حجارة بلادي، حين تنصاع وتصرخ وتحتدّ
تنصاع ليد العامل يبني المطارات والجسور تُشيَّد
تتباهى في ركن كل روضة ومدرسة وكلية ومعهد
ترضى ان تُطحَن ويطمرها الاسفلت في شوارع عريضة تمتد
كلَّمونا عن طاحونة الحجر حولها العائلة تُغَنّي فرحاً بغلَّتِها وتُنشِد
يهيئون لمعجَّنات عيد الأضحى والقيامة والفِطر والمولد
وخبّرونا عن أجرانٍ تحتضن محصول الكرمة لئلا يفسد
أحببتُ الحجارة في مغارة الطفل يسوع وفي المِذوَد
سمعتُها تتغنى بقناطر وأعمدة آثار الأجداد لتُخلَّد
حجارة بلادي أغلى من “الذهب الأسود”
طمَعَ بها العدو، فغزاها وتبجَّح وعربَد
دفع البريء الثمن فداءً لأرض ترفض المستبدّ
ترفض سرقة القصور وعودة الفقراء الى الخيمةِ والوَتّد
تأبى هدم حضارة أنسَتنا زمن السكين والمِبرد
صراخكِ أيتها الحجارة الغالية يلتهمني، فهل من يتشدَّد؟
وهل من يرحم أنين الامهات، والتنهُّد صداه يتردّد؟
وحسرة الجدة على جعبة ملأى بقصص وأغاني للحفيد المُبعَد
من يجمع الأبناء وكل واحد في بلد تشرَّد!
ليس من يكرم شَيبة الوالدين وبجانب السرير يهدهد
رياح صفراء ملأت المكان فكيف لهذه الغمامة أن تتبدَّد
كل ما في دنيانا تنكّر للخالق وللمال تعبّد
مات الضمير حين اغتيلت المبادىء والانسان جَحَد
جثوتُ على الركبتين ألهج باسمك القدوس يا رب واُردّد
“لو سَكَتَ هؤلاء، لَهَتَفَتِ الحِجارَة” قالها يسوع، الملك الممجَّد
إغضبي يا حجارة بلادي واطربي الشعب المتمرّد
اكسري الحواجز وحرّري الفكر المُقيّد
أعيدي فضائل وقيَم تحفظ كرامة الانسان والبلَد
فالظلم والحرام لا يمكن أن يدوم الى الأبد
25 تشرين الثاني 2023