الذكرى العشرون لرسامتي الاسقفية
البطريرك لويس روفائيل ساكو
في مثل هذا اليوم (14 تشرين الثاني 2003)، اي قبل عشرين سنة إحتفلتْ الكنيسة الكلدانية والأهل الأحباء والأصدقاء بسيامتي اُسقفاً على أبرشية كركوك، في ظروف صعبة، وضبابية، بعد بضعة شهور من سقوط النظام والناس كانوا يعيشون في قلق، يترقُّبون التداعيات والتناقضات.
كنتُ سعيداً باُسقفيتي، ومُصمماً على المضي الى الأمام بأبرشية كركوك الحبيبة المتميزة بتنوّع أطيافها، ومستعداً لمواجهة الصعاب بحبٍّ وصدقٍ وشفافيّة، وعزيمة وحكمة. وحدها الحكمة التي طلبتُ من الرب ان يمنحني أياها في صلاتي أثناء مراسيم رسامتي.
أتذكّر اليوم باعتزاز، خلاصة سنواتِ خدمتي ككاهن واُسقف وبطريرك، وكيف سعيتُ بجدٍ لإشاعة قيَم الاخوّة الانسانية والوطنية واحياناً كنت قاسياً، لكن لم اقبل ان تتسلل الكراهية والانتقام الى قلبي، وحاولت كأب واخ ان اُصلح ما يمكن إصلاحه استناداً الى الحقيقة والى الرحمة المربية.
بغض النظر عمّا حمَلَته السنون من تعب ومشاكل، لا ازال محتفظاً بايماني راسخاً بيسوع المسيح، الذي وضعته نصب عينيّ، بكل مواقفه الحليمة والقاسية، فهو نور من نور، والطريق والحق والحياة، وثقتي به مطلقة.
بهذه المناسبة أطلب من جميع الذين احببتهم وخَدَمتهم ودافعتُ عنهم أن يُصلّوا من أجلي لكي اتمكّن من إكمال مشواري بفرح وثبات، واهيئ الطريق لمن يأتي بعدي، والذي أتمنى أن يكون أفضل مني.
في وقت الظلم والظلام، اطلب شفاعة اُمنا مريم العذراء وقديسي الكنيسة الكثُر، الذين وهبوا حياتهم بسخاء.
الشكر والامتنان لكل من رافقني وساعدني ودعمني. جازاهم الله خيراً
“اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟” (مزمور 27 / 1)