البطريرك ساكو في قداس الأحد: الإيمان قناعة وجدانية وحبٌ والتزام واملٌ وحياةٌ متجددة وفرح
الأب أفرام كليانا
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو قداس الأحد الثاني من موسم تقديس الكنيسة في كابيلا المعهد الكهنوتي بعنكاوا مساء الأحد 12 تشرين الثاني 2023. عاونه المطران حبيب هرمز والأب أفرام كليانا مدير المعهد الكهنوتي وحضره تلاميذ المعهد الكهنوتي وعدد من المصلّين.
القراءات الطقسية:
الأولى: من سفر الخروج (40: 1- 16) تروي خبر أقامه خيمة العهد.
والثانية: من الرسالة إلى العبرانيين (8: 1- 8) تؤكد على أن المسيح هو الخيمة وهو الحَبر الأعظم.
والثالثة: من إنجيل متى (12: 1- 8) تنقل حادثة السنابل، مُشددة على أن الإنسان هو الهدف والشريعة هي من اجله وقايته ونموه.
اليكم موعظة غبطته:
من المؤسف اننا كثيرا ما نفهم الديانة والشرائع على طريقة الأصوليين والمتطرفين، أي حرفاً جامداً، وليس روحاً متجدداً ومنعشاً.
المتطرف لا يرى سوى الموروث التقليدي الذي نشأ عليه، وبالتالي يفقده حيويته ويخنق الروح . هذا الموقف المتشدد نلاحظه في معارضة الفريسيين والكتبة لمواقف يسوع، كما نشاهده اليوم في انتقادات المتطرفين لكل ما هو جديد، بالرغم من قول القديس بولس إلى أهل قورنثية: “الحرف يميت والروح يحيي” (2 قورنثية 3/6).
يؤكد يسوع ان الطقوس الدينية والقوانين كما في حادثة “السنابل” لا تنفع إلا إذا عرفنا الجوهر- الهدف. الإيمان شيء والتدين شيء آخر!! الإيمان قناعة وجدانية وحبٌ والتزام واملٌ وحياةٌ متجددة وفرح. والقيمة هي “لِلإِيمانِ العامِلِ بِالمَحبَّة” (غلاطية 5/6) وليس الممارسة الحرفية الالية.
كل ما قام به التلاميذ الجائعون، هو قطف سنابل في يوم السبت، الأمر الذي تحرمه الشريعة اليهودية، بينما يُظهر الإنجيل أن للضرورة أحكام، وان الشريعة هي لخدمة الإنسان وارتقائه وليس لتقييده. لابد من تفسير النص بشكل صحيح، وخصوصا ان يسوع حاضر معهم وهو الأساس ومنه تأخذ الأفعال شرعيّتها، أ لا يكفي؟ انه يقول: هنا أعظم من الهيكل وهو رب السبت. ويشرح: أريد رحمة لا ذبيحة. هذه هي القاعدة الذهبية الأساسية للديانة. هل نحن مستعدون أن نسمع هذا الكلام، ونفهمه ونتصرف بموجبه؟ ينتظر الجواب في الأفعال وليس في الاقوال.