البطريرك ساكو يحتفل بالقداس الإلهي لمناسبة بدء العام الأكاديمي لكلية بابل للاّهوت ومعهد التثقيف المسيحي/ عنكاوا
إعلام البطريركية
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو عصر يوم السبت 11 تشرين الثاني 2023 في كابيلا المعهد الكهنوتي بعنكاوا القداس الإلهي لمناسبة بدء العام الأكاديمي 2023-2024، وقد شارك بالقداس سيادة المطران باسيليوس يلدو المعاون البطريركي، وعاونه المطران حبيب هرمز والأب أفرام كليانا، وحضور الهيئة الإدارية للكلية والمعهد مع الطلاب والطالبات ومجموعة من المؤمنين،وأدناه كلمة غبطته بهذه المناسبة:
موعظة البطريرك ساكو في قداس الاحتفال للعام الدراسي 2023-2024 تحت شعار ليتدفق العدل والسلام وحماية خليقة الله بيتنا المشترك هذا الشعار هو مشروع خلاص للبشرية وللكون من خلال تحقيق السلام والعدالة ومعالجة تلوث البيئة، هذه الواحة التي يعيش فيها الناس والتي تحتوي على عناصر أساسية للحياة الصحية من شمس وكواكب، وتراب وهواء وماء واشجار، وعناصر أخرى ضرورية للحياة. لقد خلق ن الله كل شيء حسناً كما ورد في بداية سفر التكوين، لكن الانسان حوَّله الى فوضى وبلبلة. وعالمنا يفتقر الى السلام والعدالة وبيئتنا ملوثة. الوضع مقلق ومخيف.
السلام، والبيئة الحسنة تصميم الله للبشر. لقد خلق الله الانسان والكون لكي يعيش الانسان في ارض جنة، ارض تكون دار سلام ووئام واخوة ومحبة وسعادة، لكن الانسان الأول شَرَعَ منذ البدء بالقتل: قايين قتلَ أخاه هابيل. وتوالت ويلات الصراعات والحروب الى يومنا هذا وخلَّفت موتاً وخراباً وتلوثاً. أنظروا ما يحدث بين إسرائيل والفلسطينيين وبين روسيا واكرانيا.
وهنا اذكّر بقول المسيح المُلِحّ “طوبى لصانعي السلام فهم أبناء الله يدعون” (متى5/9)، وبرسالة البابا القديس يوحنا الثالث والعشرين في 11 / 4 / 1963 “السلام على الأرض ودساتير المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني 1962 – 1965 نور العالم، وفرح ورجاء وخطاب البابا القديس بولس السادس في الأمم المتحدة 1964 “لا حرب بعد اليوم”، واستحداث الفاتيكان مجلساً بابوياً للسلام والعدالة، والاعلان الأول من كانون الثاني (يناير) يوماً عالمياً للصلاة من أجل السلام.
هذه الوثائق تدعو إلى تناسي “الصراعات والعداوات” وتجاوزها أو حلّها عن طريق الحوار، لترسيخ التفاهم وتحقيق العدالة الاجتماعية والقيم الروحية والسلام والحرية.
السلام مشروع يتكامل ويتناغم لما يشعر كل واحد من طرفه بالمسؤولية، ويعرف ان يضحيّ من اجل الخير العام ويسير الى حيث يقوده الله … السلام، نتربى عليه في البيت والمدرسة والكنيسة والجامع ومكان العمل.. السلام ينمو ويكبر وينتشر عندما نتربى على القيم والثوابت بصدق وبساطة وننتصر على العنف والعداء والفساد. لذا على ذوي الإرادة الصالحة تعزيز العيش الأخوي من خلال زرع الفرح والسلام والامان والحب والاحترام. فمن دون ذلك لا نقدر ان نعيش بسلام.
شكري وامتناني لكل العاملين في كلية بابل اللاهوتية الحبرية ومعهد التثقيف المسيحي والمعهد الكهنوتي وأعرب عن اعتزازي بهم وأقيّم عالياً الثمار اليانعة التي قدموها للكنيسة في العراق. معظم كهنتنا واساقفتنا وراهباتنا ورهباننا درسوا فيها. كما اذكر كل الذين اداروا وعلّموا وعملوا في هذه المؤسسات الثلاث وغادرونا الى الله الاب.
اعزائي الطالبات والطلبة تسلحوا بالأيمان والرجاء وثقفوا ذواتكم ثقافة شاملة، ليس فقط بتلقي المعلومات من اساتذتكم لكن ثقافة ذاتية من خلال القراءة والتحليل والتمييز. الايمان والروحانية العميقة، والثقافة العالية هي قوتكم وقوة الكنيسة.