حركة بابليون ليست مسيحية، ولا تمثل المسيحيين ولا الكلدان
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
يحزُّ في قلبي ما يحصل في بلدي منذ عقدين من تفشّي الفساد والنفاق وعدم الاهتمام الجاد ببناء دولة ذات سيادة، دولة القانون والعدالة والمساواة والمواطنة، وضمان حياة آمنة وكريمة للمواطنين.
اني كمرجعية مسيحية عراقية كلدانية في العراق والعالم، دعوتُ وأدعو دوماً الى المحبة والاُخوّة والأخلاق الحميدة، والحوار ونبذ الفرقة والكراهية واحترام حقوق الإنسان العراقي، وترسيخ قيَم والعيش المشترك.
المعروف عني أني لا أجامل أحداً، ولا آخذ أموالاً من أحد، ولا أتلقّى تعليمات من أحد ولا أخاف أحداً. ما أقوله نابع من إيماني وقناعتي في قول الحقيقة الذي اعدّه واجباً دينياً وأخلاقياً.
ان الشعب العراقي المسيحي هو امتداد طبيعي للشعوب القديمة كالكلداني والاشوري والسرياني والأرمني وقد مثَّلَتهم شخصيات بارزة وطنية مخلصة، ولم يشهَد هذا المكوّن المسيحي منذ قرن من الزمان ومذ تشكَّلّت الدولة العراقية، ما آل اليه الحال: من ترويع وتهجير وضياع حقوقه، والسبب الأكبر هو إعتماد أسلوب الطائفية والمحاصصة وظهور ميليشيا تسمّي نفسها مسيحية، لكنها بالفعل ليست مسيحية ولا كلدانية، إنفردت بالساحة السياسية بدعم من جهات معروفة، وحاولت وما زالت مستمرة في سعيها للسيطرة على إكتساح مقدَّرات المكوّن المسيحي وإستلاب دوره مكانته.
فضائح حركة بابليون (أربعة اخوة وصهرهم) مكشوفة للقاصي والداني. انها كما تدعو نفسها حركة مقاومة تتبع الحشد الشعبي ورايتها الجهاد، والمعروف عن دافع حركات المقاومة مبدئياً، هو استرداد الكرامة والحقوق، وليس البحث عن السلطة والمال.
بابليون لا تعبّر عن وجهة نظر المسيحيين ولا الكلدان، بل تضطهدهم، وتتعدى عليهم وعلى ممتلكاتهم... هناك عدة امثلة وأدلة:
شراء أصوات الناخبين،
شراء بعض رجال الدين بأسلوب ممنهَج ومكشوف لتقسيم الكنائس (وليس المسيحيين)،
الضغط من أجل سحب المرسوم الجمهوري مني،
الاستحواذ على وزارة الهجرة والمهجرين،
والسعي على تعيين “الصهر” رئيساً على ديوان وقف الديانات المسيحية واليزيدية والصابئة المندائية،
ومحرقة قره قوش الحمدانية.
فضلاً عن قيامهم بحملات تضليل إلكتروني ونشر أكاذيب مفبركة، كما شاهدنا في ادّعاء لقاء البابا فرنسيس.
كل هذه الأعمال تهدف الى ترويع المسيحيين وتهجيرهم للاستيلاء على ممتلكاتهم.
أملنا يبقى راسخاً بالعدالة الإلهية، وجهود العراقيين المسلمين المتمسكين بمبادئهم الإيمانية والوطنية والإنسانية الأصيلة، إن هذه النماذج سوف ترحل، عاجلاً أم آجلاً، وتنكشف الحقيقة.