الدولة المدنية هي الحل
الكاردينال لويس روفائيل ساكو (روما)
كان حلمي وحلم العراقيين عامّة أن يكون العراق دولة مدنية، تقوم على المواطنة الكاملة، وليس على الدين والمذهب (الطائفية والمحاصصة)، ولا على تصنيف المواطنين الطيبين الى أغلبية وأقلية، لأن لكل مواطن نفس الحقوق والكرامة. لمعظم دول العالم نظامها المدني لان الدولة المدنية تحقق العدالة والسلام، وتفرض النظام، وتضمن التقدم، وترسّخ العيش المشترك لكي يعيش المواطنون بأمان وامتنان.
الدولة المدنية، حيادية تساوي بين المواطنين في الواجبات والحقوق، وتفصل الدين عن الدولة، لان الدين للأفراد وليس للدولة. هذا الفصل يحمي قدسية الدين من التسييس والتشويه، ويوصلنا الى الحقيقة التي يتقبَّلها المرء، ويصون حريته الفردية في ممارسة شعائر دينه باحترام.
لا يمكن أن تستقيم حقوق المواطنين في نظام يعتمد على الدين والمذهب. الذين يرددون شعارات دينية لا يخدمون الدين، إنما يفرضون “قيَماً“ يسوقونها باسم الدين لبسط سيطرتهم وتمرير مصالحهم الشخصية والفئوية.
الدين قناعة داخلية والتزام
يُشعر المؤمن انه يعيش مع الله، ويضع نفسه من خلال صلاته في خدمة الله وعباده. المؤمن الحقيقي يعيش السلام مع نفسه، ومع الآخرين، وينال القوّة لمواجهة الصعاب. ويسعى لتطور الأشياء – الطبيعة بانتظام وليس بالتعسُّف.
ما يهمّـــــنا هو
أن يبقى الله في قلب الإنسان ويُنير بصيرته
ليحافظ على جمال الحياة، لان الله خلقها هكذا
المؤمن الذي يشعر ان الله في قلبه لا يرتكب أعمال الرعب والعنف والعداء والكراهية.
المؤمن الحقيقي يعيش في المحبة والحقيقة من دون أوهام، فهو لا يسرق المال العام
ولا يكذب ويروّج معلومات مضلّلة
ولا يُقصي مواطناً أو يَخطف أو يَقتل أو يُفجِّر
كما حصل في محرَقَة قره قوش ممّا حوَّل العرس والفرح والحياة الجميلة الى كارثة وفاجعة ومأتم …
من تسبَّبَ في ذلك لا إيمان له بالله البَتة
ولا يحترم القيَم، مسيحياً كان أو مسلماً أو يهودياً
عندما يخرج الدين عن دائرة مهمته ويخترق الحياة الخاصة والعامة والسياسة، يحطّم كل أمل في الحرية والتوازن والعيش المشترك.
ليكن لكل واحد إيمانه كما يشاء…
يعيشه بقلب منفتح
بعيداً عن الإكراه والتطرف والعنف
كفانا فساداً ونفاقاً وصراعاتٍ وأزمات بإسم الدين
هذه العقلية ستدمّر البلاد