الفساد وغياب سلطة موَحّدة قويّة دمَّرا العراق
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
الصراعات والعنف والفساد واللامبالاة والتدخلات الخارجية مزقت العراق منذ 2003 وحتى اليوم.
الفساد
إدارة الدولة تقوم على اقتصاد قوي، كيف يتم الإصلاح
والفساد متجذر في كل مرافق الدولة؟
أزمة السلطة. لا توجد سلطة موحدة قوية في العراق تمسك بزمام الأمور وتضبطها بسبب الطائفية والمحاصصة ونفوذ الميليشيات والصراعات على السلطة. كيف للدولة ان تعالج الأزمات المتتالية وتعيد بناء الإنسان والثقة والبلد، وسط كل هذا التشرذم؟
بعض الميليشيات هي أشبه بدويلات ومن بينها ميليشيا معينة تستولي بالقوة والمال على مقدرات المسيحيين. وما علاقة رئيس الجمهورية باصطحاب مسؤول ميليشيا معينة وبعض افرادها الى قره قوش، عوض ان يصطحب مسؤولي الحكومة؟ من المؤسف القول ان السلطة في العراق مرتبطة بآخرين، يستغلون فراغ السلطة القوية لتحقيق مصالحهم.
السلطة الحقيقية تخلق التوازن والعدالة والمساواة بين كافة المواطنين على مسافة واحدة، وتوفر لهم الحماية والخدمات وتصون كرامتهم.
السياسيون الحاليون يغلقون عيونهم لكي لا يروا الوضع المتردّي، ويتهربون من تحمُّل مسؤولية الفاجعات التي تحصل في العراق وآخرها فاجعة محرقة قره قوش – الحمدانية، لذا وبسبب اليأس فقَدَ الشعب الثقة بالدولة وباتوا ينظرون الى عيون بعضهم البعض بصمت وحزن ليشاهدوا الجروحات الكبيرة والالم العميق..
محرقة قره قوش نموذج للفساد وغياب السلطة القوية |
القــــضــــاء
هو الأمل الوحيد في إجلاء الحقيقة
الدستور (والقانون) ليس حمّال أوجه
الحقيقة ينبغي ان تكون فوق الكل، الحقيقة تحرّر عندما تكون بريئة – عارية لا تثقلها المصالح والتلاعب أو فرض ارادات. وعندما يتوصل القضاء اليها بتجرّد يعلنها بقوّة. عندها يثق الناس به، لان الحقيقة – العدالة تغدو سندهم الوحيد.
تحقيق وزارة الداخلية بأن المَحرَقَة حَدَث عابر، تحقيق متسرّع وافرز استياءً شعبياً. مَنْ يقتنع من أهالي قره قوش والمسيحيين بان الحادث غير مقصود؟ كان على الداخلية ان يكون تحقيقها جريئاً وقراراتها مُقنعة من خلال جمع كل خيوط الفاجعة بموضوعية ومهنية من خلال الاستماع الى الشهادات والحوار وتقَصّي الحقيقة بأدلة المسببات: كيف تمت الموافقات من دون ضوابط البناء وشروط السلامة ومنظومات الإنذار بالحريق. واخذ عينات من المواد المستخدمة.. ولماذا لم تحترق من قَبل والاحتفالات بالأعراس اسبوعية هذه الرُخَص شبيهة بالرخص التي تم الحصول عليها لهدم كنيسة قديمة في الشورجة تابعة “لطائفة معينة” واعطائها للمستثمر خلافاً لقرار وزارة الثقافة والسياحة؟
المسيحيون بين نارين
البقاء والعيش في بلاهم في قلق وخوف أو الهجرة!
أمل بقائهم يرتكز
على أن تقنعهم الحكومة برعاية خاصة وتحميهم وتحافظ على تراثهم الديني والثقافي والتاريخي، وتستمع اليهم مباشرة وليس الى المجاملين الانتهازيين الذي يخدعونها ويضرّون بالمسيحيين كما حصل في إدّعاء احدهم بزيارة البابا وفبركة الأفلام.
كفى ظلماً وتهجيراً لهم