العراق يملك كلَّ إمكانيات النهوض، لكن أين الدولة؟
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
الوطن الانتماء والهوية. الوطن هو الرقعة الجغرافية المحددة التي يولد فيها المرء، وينمو وينشأ ويبلغ. يُفترض بالوطن أن يسكنه نسيج بشري مترابط ومتجانس، بالرغم من التنوع والتعددية. فيه يشعر المواطن انه بيته ويفتخر بالانتماء اليه، ويفني حياته في الولاء له، فيستحق أن يحمل هويته بجدارة، ويتغنى معتزاً بنشيده الوطني. هذا الشعور بالمواطنة والالفة يحفّزه على المساهمة في تقدّمه وازدهاره.
للوطن خارطته وتاريخه وتراثه وطبيعته الجغرافية. وللمواطنين لغتهم الرسمية ولغاتهم الفرعية، وأديانهم ومذاهبهم وطوائفهم. كل هذا هو موضوع احترام وتقدير.
ســـؤالي
أين الانتماء والولاء للوطن، عندما تهيمن عليه الطائفية والمحاصصة؟
الحكومة أو الدولة. الحكومة هيئة منتخَبَة، يعوّل عليها إدارة شؤون المواطنين على أساس القانون والعدالة والمساواة. توفير الأمن والأمان والخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والبُنى التحتية، والحياة الحرّة الكريمة. حماية سيادة العراق وحدوده وثروته، والحفاظ على هويته وثقافته. ومواجهة التحديات والمشاكل وحلّها بمهنية وحكمة.
هذا هو المحك
حكام البلاد ومستشاروهم ينبغي أن يتم اختيارهم بعيداً عن المحسوبية، ممن هم أصحاب مبادئ وليس مصالح، قادرين على تحمّل المسؤولية بصدق وإخلاص. يحترمون القَسَم الذي أدّوه ولا ينكثون به. يخدمون جميع المواطنين من دون تمييز. اُمناء على المال العام، لتحسين الخدمات وتطويرها. يحرصون على متابعة المسؤولين الذين تولوا “مناصب” لخدمة الشعب، لئلا يقعوا في فخ الخدمة الشخصية أو الحزبية أو الطائفية، وإشاعة روح الشفافية والمساواة في التعامل مع الجميع.
بذلك فقط نشاهد علامات الرضى والاطمئنان في عيون المواطنين
هكذا تكون الحكومة مرجعية أبوية في تعاملها مع المواطنين بحيادية قانونية وليس كما حصل مع “سحب المرسوم 147” من دون مسوغ قانوني ولمصلحة من؟
كذلك اُشير الى إقصاء المسيحيين من وظائفهم وهم معروفون بإخلاصهم وصدقهم، أذكر ما حصل في هذه الأسابيع:
إقصاء د. ابتهال خاجيك تكلان (دار العراقية للأزياء / وزارة الثقافة)
والسيدة إخلاص كامل بهنام (وزارة الصناعة)
أليس هذا إستهداف للمسيحيين في الصميم؟
العراقيون المسيحيون جزء أساسي أصيل من النسيج الثقافي والديني والسياسي، يمتد الى أكثر من ألفي عام، ينبغي حمايته من الانتهاكات والظلم.
البلد لن يزدهر إلا بالمساواة بين المواطنين
الوضع في العراق غير مريح. الميليشيات غير الخاضعة للدولة، والسلاح المنفلت والفساد والتبذير في دوائر الدولة والطائفية وتجارة المخدرات، مصدر قلق وخوف للمواطنين. غالبية السياسيين يتكلمون عن الإصلاح والبناء ومحاربة الفساد، لكنها شعارات لا تغيّر شيئاً على أرض الواقع. الأفعال هي ما تؤكد صدق الشخص وليس كلامه. الحكومة تتكلم علنا عن التنمية المستدامة، كيف ستحققها والفساد لا يزال متجذرا؟
التنوّع الذي في العراق متى ما تجانس أعطى “لوناً أبيضاً يضيء كل الأرجاء”،
لذا فالحاجة هي
الى مصالحة وطنية
ورؤية واضحة يُجمع عليها كل العراقيين،
كما نحتاج الى إرادة مستقلة وحاسمة للخروج من هذا التبعثر!
العراق يمتلك إمكانيات النهوض مادياً وبشرياً
وقد حَباه الله بكل الخيرات والنِعَم فلا يليق بنا هدرها