الفقير هو من فقدَ أخلاقه – قيَمه وليس ماله
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
فقدَ المجتمع العراقي العديد من القيَم الإنسانية والاجتماعية والدينية وصار العراقيون يعيشون ضمن حلقة من المصالح والنِفاق والمجاملة الكاذبة (الدَجَل) والتطرُّف الايديولوجي والعنف الاُسري. هذا الواقع هو شكل من الإرهاب الجسدي والمعنوي الصادم للجميع.
كيف يسمح شخص “في الحكومة” لنفسه ان يكذب ويصرّح بأن البابا يدعم موقف رئيس الجمهورية باستبدال لويس ساكو. ما هذه الوقاحة؟ وكيف لا تُحاسب الحكومة على كذا تصرف مسيئ لسمعتها؟؟؟
في العراق اليوم، وللأسف الشديد، وبسبب ضعف تطبيق القانون والمساءلة، غَلَب في السنوات الأخيرة مبدأ “الغاية تبرّر الوسيلة” أي الاعتقاد أن كل شيء مباح. اين نحن من وصايا الله: لا تقتل، لا تسرق، لا تكذب، لا تشهد بالزور؟ هذا أمر مخيف جداً، إذ ينسف بشكل جذري قيماً أساسية للعيش السلمي بين الأشخاص، ويقود المجتمع الى الهاوية.
كنا “في نفس هذا العراق” أيام زمان نتعلم في البيت والمدرسة والتربية الدينية قيَم الصراحة والاستقامة، واحترام المال العام وعدم الاعتداء، واعتماد العقل وليس الشائعات، وان الأفعال هي ما تؤكد صدق الشخص وليس كلامه.
كنا نتدرب على عيش حياتنا بالتوازن والجهد المتواصل، وكسب الرزق الحلال بعرق الجبين، وليس بالتحايل والسرقة (أي الحرام). لذا ترانا اليوم نتحسَّر على هذه القيَم التي بدأت تغيب!!
من الأهمية بمكان أن يُعالِج التعليم التربوي البيتي، والحكومي والديني، كل هذه الأشكال التي تدمّر الحياة البشرية، وتنتهك كرامة الإنسان،
لإستبدالها بإسلوب منفتح ومستنير وملائم،
بإشاعة قيَم القانون العام
والاخوّة والمحبة والخدمة والتعاون المشترك،
الكفيل بإعداد مجتمع حضاري نعيش فيه بثقة وأمان، وحرية مسؤولة، وكرامة
كما يتحتم على الحكومة إزالة ثقافة الثأر والفصل العشائري بتوعية المواطنين بأهمية اللجوء الى القضاء لتحقيق العدالة.
كذلك يتعيَّن على القيّمين على وسائل الإعلام
الحرص على تقديم إعلام موضوعي محترم وبنّاء بعيداً عن الإثارة
واضعين نصب أعينهم أن “الاعلام رسالة إنسانية”
“القول الصادق يثبت الى الابد، اما الكذب فحبله قصير” (سفر الامثال12/19)