زيارة العاشوراء قوة إيجابية للتغيير بالأفعال وليس بالشعارات
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
بالنسبة للمسلمين، الزيارة الى مرقد الإمام الحسين في كربلاء هذه الأيام حجّ لاستعادة الذاكرة، لوعي أكبر بتعليم الإمام واستيعاب الدرس من خبرة حياته (للاقتداء به)، بالأفعال الصادقة، وليس بالشعارات والكلام.
زمن الزيارة هذا يدعو الى عيش المضمون لا الشكل، لتعميق الإيمان بالله ونيل بركته ورحمته، وتغليب الخير العام على المصالح الخاصة.
هذه الزيارة بمناسبة استشهاد الإمام الحسين يجب أن تخلق شعوراً جماعياً قوياً بالقيَم الممتازة التي من أجلها استشهد: الحرية والمساواة والاُخوّة والكرامة وتعزيز الحوار والصداقة بين كافة المكونات العراقية ومختلف الأديان والثقافات وتحقيق السلام. يجب ان يُسأل الزوّار عن ماذا سيكون موقف الإمام لو كان حاضراً بينهم اليوم؟
ما الفائدة من الزيارة إن إستمرت بعدها حالات القتل والخطف والتهجير والاستحواذ على الأراضي والممتلكات والفقر والبؤس وترَدّي الخدمات، وممارسة الظلم من أجل كسب الأموال؟
يُفترض بمثل هذه الزيارات إن تؤثر إيجاباً على تفكيرنا وسلوكنا، لتقودنا الى التوبة، التي تعني ان نُعيدَ المال العام الى الدولة، وأن ننصف من ظلمناهم وأن ننهض بمسؤولياتنا الإنسانية والوطنية والدينية ونخدم مواطنينا بأمانة. لان الله لا يقبل الظلم والاستغلال، بل يوصي بالعدل والمحبة والإخلاص. هذه قِيَم أساسية سوف نُسألُ عنها يوم الحساب…
حافظوا على الشعلة… زيارة مباركة ومثمرة