ثقافة الشكر والامتنان والاعتذار مصدر قوة
للتعاون والنمو والتكامل
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
من لا يشكُر لا يكسب أصدقاء، ومن لا يشعُر بالامتنان هو شخص متكبّر ومنعزل، لن يتقدم ولن يرتقي.
الشعور بالامتنان تعبير عن النُضجِ الإنساني والإجتماعي والروحي. كم هي رائعة عبارة “أشكرك جزيل الشكر على مبادرتك..”. هذا الكلام الودّي يخلق حضوراً بهيجاً لا يُعوَّض.
من لا يندم ويعتذر يعيش في ظلّ القلق والريبة والتوتر والعنف، ويستمر في إرتكاب الأخطاء ويتهرب منه الناس. من يندم ويعتذر عن موقف خاطئ يحقق تغييراً داخلياً عميقاً، ويكون أسعد مما كان.
هذه الثقافة – العلاقة الصادقة تأخذ بمجامع قلوب الناس، وتقرّبهم من بعضهم ولا تفرّقهم. عبارات الشكر والامتنان والإعتذار ثَراء عظيم يرسّخ العلاقات الاجتماعية والدينية، والاحترام وتبادل الآراء والخبرات والتعاون، ويعزّز العيش المشترك.
من المؤسف أن ثقافةَ الشكر والامتنان، والاعتذار عن الخطأ غير رائجة في مجتمعنا لذا لا نتقدم. اننا نشاهد الإصرار (العناد) وتبرير الأفعال لتحصين الذات هو السائد وليس الإنتباه الى نداءات التوبة والندامة في داخلنا.
المجتمع لن يقوم من دون هذه الثقافة
التي ينبغي إعطاؤها الأولوية في مجتمعاتنا العرجاء
وأسوق مثالاً عن هذه الثقافة العنيفة: عوض ان يكرمني فخامة رئيس الجمهورية على ما قدمته الكنيسة للمواطنين المهجَّرين من غذاء ودواء ومدارس من دون النظر الى هويتهم، وتحقيق الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس للعراق، قرّر من تلقاء نفسه، إلغاء مرسوم واحد، والمتعلق بي فقط، من بين مجموعة من المراسيم المماثلة، ترضية لطرف سياسي.
هذا استهداف شخصي يخالف الدستور الذي أقسَمَ بحمايته، يهزّ ثقة الناس بالدولة، ويترك الانطباع أن الأشخاص (والمؤسسات) معروضون للبيع.
فخامة الرئيس لا يقبل أن يتراجع ويصلح الأمر ويحمي الدستور، لان المجتمع العراقي يعدّ التراجع أو الإعتذار عيباً وضعفاً بينما في الأدبيات الاجتماعية والدينية الإعتذار فضيلة.
لا بد لفخامة رئيس الجمهورية والحكومة أن يجدوا سبيلاً لحل هذه المشكلة التي تُقلق المسيحيين جميعاً داخل وخارج العراق.
من طرفي، سوف اُدافع عن الكنيسة وعن نفسي أمام الجهات المختصة العراقية والدولية.