الكنيسة الكلدانية وإعلان كلمة الحق
المطران باسيليوس يلدو
تشهد الكنيسة الكلدانية منذ اكثر من شهرين حملة شرسة وممنهجة من الذين يريدون اسكات صوت الكنيسة، صوت البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، رئيسها وقائدها وحامي ممتلكاتها، يريدون ان تسود كلمتهم على كلمة المرجعية الدينية، يريدون ازاحة كل من يقف امامهم، ولكن هيهات، فقد وقف غبطته بوجههم كالسد المنيع والاسد المدافع عن عرينه (الكنيسة)، رغم الضغط والاستفزاز الذي تعرض له بضمنه استدعائه الى المحاكم بسبب كلمة الحق الذي قالها الكاردينال الشجاع ولا يزال يقولها بوجه الفاسدين، بقى صامداً لم يستسلم لهم بل اقام الدنيا عليهم.
ان مهاجمة الكنيسة الكلدانية في العراق وحضورها الفعال هو مهاجمة لكل الكنائس والمسيحيين ليس فقط في العراق وانما ايضا في الشرق الاوسط لان هناك من يريد ان يفرض سلطته على الكنيسة ويتحكم في مناصب وممتلكات المسيحيين. ولهذا لابد من المواجهة وتقديم التضحيات وخوض هذه المعركة بشرف وبسالة ولكن للأسف هناك من تخاذل وتم إسكات صوته بوسائلهم الرخيصة.
المسيحيون اصحاب هذه الارض وهم موجودين قبل مجيء المسلمين بأكثر من خمسة قرون وعملوا بجد واخلاص في هذا البلد وأغلبهم من اصحاب الكفاءات وقدموا التضحيات واليوم يريدون قلع جذورهم من ارض ابائهم واجدادهم.
للأسف اليوم لا فقط يستهدفون رئيس أكبر كنيسة في العراق وانما حتى المسيحي العادي بدأوا يحاربوه في منصبه وعمله رغم كفاءته وخدمته وأمانته ومحبته لبلده؟ اين القانون والدستور الذي يحميه؟ اين حقوق المواطنة؟ اين العدالة بهذا البلد؟
البطريرك ساكو معروف للجميع بشجاعته ونزاهته واصراره في الدفاع عن الحقوق حتى تنال، ولهذا لا تتوقعوا منه ان يخضع او يستسلم او يتراجع عن مواقفه الجريئة، القائد الحقيقي هو من يدافع ويناضل ويعلن كلمة الحق حتى اذا كلفه ذلك الثمن حياته، وقد اعلنها في أكثر من مناسبة هو مستعد للاستشهاد في سبيل إيمانه ومبادئه.
الكنيسة هي ام ومربية وعليها ان تقول الحقيقة ولا تجامل على حساب المبادئ، فليعلم الجميع ان الكنيسة الكلدانية لم ولن تسكت عن إعلان كلمة الحق.
فمن له اذنان فليسمع.