رياضة روحية مع انجيل يوحنا: الكاهن شاهِدٌ لشيءٍ مختلف – اليوم الرابع
اليوم الرابع صباحا
الراعي الصالح (يوحنا 10/1-31) الشاهد
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
لقب الراعي الّذي يقود به الله شعبه يتكرر في العهد القديم، ويشكل ثقافة عند الرعاة: الملك ، الكاهن.. وينتقل إلى مجال أوّسع في العهد الجديد إذ نجد يسوع يعطي أهمية خاصة لصورة الراعيّ لتنشئة الرسل وخلفائهم.
يسوع الراعي الكريستولوجي هو مثالنا (يوحنا 10/1-21) على الاسقف(والكاهن) ان يصوب نظره نحو يسوع.
يسوع يتكلم بصراحة وبشكل مباشر لكي يجعل المستمع أكثر تقبلا. يسوع يقارن بين الراعي الحقيقي الذي يدخل من الباب عبر الطريق الاعتيادي، والاجير أو السارق الذي يتسلل خفية!
المعرفة والإصغاء
يقول يسوع: إِنَّ خِرافي تُصْغي إلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني (يوحنا10/27). لنتذكر مريم المجدلية بعد القيامة كيف لم تعرفه، وعرفته عندما ناداها باسمها: مريم( يوحنا 20/16).
كلُّ راعٍ حقيقي يعرف خرافه (رعيته)، وتعرفه من صوته، من كلامه- تعليمه. هذه الوحدة- العلاقة-الحب تُطمئن الراعي والرعية. وتساعد الاثنين على المضي إلى ابعد.
مثل الاعمى الذي شفاه وتبعه وانضم الى قطيعه (يوحنا فصل 9) ، هو مثال للعمل الرعوي- الاهتمام بواحد واحد من أبناء الرعيّىة، انهم ليسوا أرقاما، انما اشخاصا!!!. هذا المثل سبق الخطاب عن الراعي الصالح (يوحنا فصل 10).
الله هو الراعي الذي يقود شعبه في البرية (مزمور23/1)” الرب راعي فلا يعوزني شيء” وفي نصوص كتابية اخرى نجد صورة الله الراعي.. والانجيلي يوجه كلامه الى القادمين من الديانة اليهودية.
الباب لحماية حياة أبناء الرعيّة
في المقطع الاول يؤكد يسوع انه الباب اي المعبر للوصول الى الخراف.. كلمة السراق واللصوص رفض للرعاة الاجراء او الذين ينتحلون صفة الراعي الذين يتخلون عن الرعية لدى وجود خطر، يشتتون الرعية – الجماعة.
يؤكد يسوع ان على الخراف ان يمروا به ليحصلوا على خير وافر. باختصار يسوع هو الباب الذي يقود المؤمنين الى الخلاص.
يسوع الراعي الصالح
يصف الإنجيل العلاقات بين الراعي والرعية: يعرف خرافه معرفة خاصة( كما يعرفني الاب) ويغذيها ويحميها حتى يخاطر بحياته من اجلها.. ابذل نفسي لكي تكون لها الحياة بفيض. علاقة شخصية وحميميّة مع كل واحد.
هذا الإهتمام يظهر في خطبة الوداع لن أدعكم يتامى/18)
وهذه الرعاية والحماية تشمل كل المؤمنين في كل زمان ومكان.
الاسقف ( والكاهن) الذي هو في الرعية بمثابة الأب والأخ والرأس والمرشد والمدبر ( أي القيادي) المنسق والمتناغم حتى يتقدم في الاقتداء بالمسيح الراعي الأعظم، يتعين عليه أن يقيمَ علاقة صداقة مع المسيح ومع رعيته، وبدونها من الصعب جدًا أن تنضج أبوّته الأساسيّة في خدمة الرعية. انه يحتاج أن يبني علاقة ناضجة ووثيقة، علاقة متجردة وواضحة، علاقة لقاء وحوار،علاقة صلاة، وحبّ كبير وصبر اقتداء بالمسيح الراعي الأعظم.. هذا الاسقف او الكاهن الصالح موضع افتخار واعتزاز في الكنيسة والمجتمع.
اسئلة للتداول ضمن الفرق الصغيرة
1- هل تشعر انك حقا راعٍ لشعبك، و ان الرعاية تأخذ مجمل فكرك ومشاعرك؟
2- هل انت مستعد ان تبذل حياتك من اجل شعبك كما فعل الإباء: حنا قاشا في قرية صوريا و المطران فرج والاباء رغيد وبولس إسكندر في الموصل ويوسف عادل في بغداد، ووسيم وثائر في تفجير كنيسة سيدة النجاة.
غدا مساء سيكون الارشاد لسيادة المطران حبيب النوفلي عن الكاهن ومشكلة التحرش الجنسي!!
اما الجمعة صباحا فيكون مخصصا للقيادة في الكنيسة للاخت سمر كامل رئيسة راهبات القلب الاقدس.
يا رب أعطنا كهنة مثاليين