استهداف الكاردينال ساكو استهداف المسيحيين بشكل عام
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
لقد اختطفت جماعة القاعدة مسيحيين عديدين، ودفعت عائلاتهم الفدية لتحريرهم وكان من بينهم كهنة، لم يُطفيْ المال نار حقدهم، فقتلوا اُسقفاً وعدداً من الكهنة، ونذكر بشكل خاص تفجير كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك حيث حصد شرّهم 48 مصلياً أثناء قداس الأحد في 31 /10/ 2010 ومن بينهم كاهنان. لم تلقَ الفاجعة أي اهتمام من قِبل المسؤولين في الحكومة العراقية، سوى إعادة اصلاح الكنيسة، ولم تشكّل لجان تحقيق، وكأننا خرافٌ تساقُ الى الذبح!!
وقبل أن تلتئم جراح السيناريو الأول، فوجئنا بسيناريو جديد “جنوده” عناصر الدولة الإسلامية (داعش) الذين عاثوا في الأرض فساداً. جّروا المسيحيين من مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى في ليلة واحدة (ليلة 6/ 7 آب 2014)، ومكث النازحون مدة ثلاث سنوات خارج بيوتهم دون ان تمد الحكومة العراقية يد العون لهم… مما دفع، في الحالتين، أكثر من مليون مسيحي للهجرة الى بلدان الانتشار بحثاً عن الأمان والكرامة والحرية.
في مصابهم الأليم، وهم يُقتطعون من جذورهم بكى المسيحيون وذرفوا الدموع وصرخوا طالبين الحماية والحقوق، لكن من دون جدوى. وحدها الكنيسة التي ضمدت جراحاتهم، ووقفت معهم وساندتهم في كافة المجالات، كما وقف مع الكنيسة الشرفاء من شركاء الوطن الذين ذرفوا الدموع معهم وقاسموهم القلق وشجعوهم على الصمود والبقاء بتضامنهم ودعمهم لئلا يفقد العراق سكانه الأصليين والاُصلاء، المسيحيين الذين بنوه ورفعوا إسمه عالياً، وشكلوا وما زالوا يشكلون أبهى ألوان نسيجه الوطني.
وبأسفٍ شديد علا صراخ المسيحيين اليوم مرة اُخرى، وقلوبهم تعتصر ألماً، لانهم يشهدون تفاصيل سيناريو ثالث، ساهم بكتابته فخامة رئيس الجمهورية (الدكتور عبداللطيف رشيد)، الذي لم تمنعه مسؤوليته القانونية عن طعنهم في الظهر مستهدفاً الرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، رمز النزاهة والوطنية، البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بضغط من جهة معروفة، مستهدفاً معه ما تبقى من مسيحيي العراق، لتهجيرهم والاستحواذ على مقدّراتهم وأملاكهم، كما حصل لليهود قبل سبعين سنة.
مطلب المسيحيين اليوم هو ما طلبه غبطة البطريرك ساكو ومعه معظم رؤساء الكنائس:
- إعادة المرسوم الجمهوري وعدم سحبه من الباقين لأنه صدر دستورياً واكتسب صحة الشرعية وعودة الأمور الى مجراها الطبيعي.
- خروج بابليون من سهل نينوى: قره قوش – الحمدانية ومن تلكيف وإسناد الملف الأمني الى الشرطة الاتحادية العراقية.
- إن يتم انتخاب الكوتا المسيحية من قبل المكوّن المسيحي وحده كما هي الحال في الجمهورية الإسلامية لكي يصوّتوا لمن يرونهم قادرين على تمثيلهم.
بخلاف ذلك سنعرض قضيتنا على المحكمة الدولية ونقوم بحملة عالمية من خلال إرسال وفود الى الدول لشرح قضيتنا المصيرية ودعمنا. واذا لم تتحق مطاليبنا فسوف نقاطع الانتخابات.