البطريرك ساكو في احتفاله بعيد التجلي: الحق سيبقى الى الابد
اعلام البطريركية
احتفل مساء الاحد 6 اب 2023 غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بالقداس الإلهي في كنيسة الرسولين بطرس وبولس ببلدة عنكاوا، وعاونه سيادة المطران باسيليوس يلدو، والابوان سمير شابا وافرام كليانا وحضره الاخوات الراهبات وجمع غفير من المؤمنين.
وفي موعظته قال غبطة البطريرك:
يضعنا عيد تجلي يسوع الذي نحتفل به أمام مقاربة واضحة: ألم وحزن من جهة، ونور ومجد وفرح من جهة أخرى. انظروا النور الإلهي على وجه يسوع وشخصه. انها دعوة لنا كما كانت لتلاميذه الأوائل الى ان ننظر الى أبعد من الشر والالم لنرى تجلي النور الإلهي ليضيء ظلمة هذا العالم وشره الظلام سوف ينتهي والنور الإلهي سيبقى الى الابد.
تجلي يسوع ومجده هو تجلينا ومجدنا أيضا، عندما نندمج فيه ونقتدي به. تقول الرسالة الأولى الى اهل تسالونيكي: “جميعنا أبناء النور، وأبناء النهار، لسنا من ليل ولا ظلمة” (1 تسالونيكي 5/5).
نستذكر اليوم بمرارة فاجعة تهجير المسيحيين في ليلة 6 على7 اب سنة 2014، من مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى. كيف استقبلهم إقليم كردستان مشكورا وخصوصا مسيحيو مدينة عنكاوا المباركة ومدن دهوك وزاخو وقراهما. وماذا فعلت الكنيسة للتخفيف من معاناتهم من خلال تسكينهم وإطعامهم وفتح المدارس لهم وعيادات خيرية لمعالجة مرضاهم. وكيف في النهاية كان اندحار داعش بعد ثلاث سنوات وتحرير المناطق.
كنا نرجو بعد هذه المحنة التي هزت المسيحيين ان يكون المستقبل افضل، لكن من المؤسف ما يزال المسيحيون الى اليوم يعانون من عدم الاستقرار والتهميش والإقصاء والاستحواذ على مقدراتهم وبيوتهم وأملاكهم.
ثم جاء قرار رئيس الجمهورية بسحب المرسوم مني (علمنا انه سيقدم على سحبه من الاخرين) من دون أي مسوغ قانوني أو دستوري ظالماً ومهينا، مما زعزع ثقة المسيحيين بالمستقبل.
لكن ينبغي الا نصاب بالإحباط فتجلي يسوع يشحن ثقتنا ورجاءَنا بأن الحق ينتصر والباطل يزول وان الكنيسة والمسيحيين سوف يخرجون من هذه الأزمة اكثر قوة وثقة كما خرج يسوع قائما و ممجدا من بين الأموات.
ثمة تكاتف عراقي مسيحي واسلامي وخارجي أمام هذا الظلم. ولأول مرة يرفع العراقيون المسيحيون رأسهم وصوتهم ليدينوا الاعتداء والظلم كما فعلوا في وقفة عنكاوا وكرمليس وكركوك وبغداد والبصرة وقره قوش قبل يومين مطالبين الحكومة المركزية بحمايتهم من المتطاولين عليهم وممن يسعون الى تغيير الديمغرافي لمناطقهم. كان الأحرى بالحكومة المركزية ان تشكل لجنة تحقيق في هذه الجرائم كما فعلت بحادثة ” الدبة” في الطائرة العراقية.
بالرغم من هذا الألم يشحننا عيد التجلي قوة ويوحدنا لمواجهة الظلم مهما طال والحصول على حقوقنا كاملة، وحريتنا وكرامتنا. هذا سيأتي لان الشر لا مستقبل له.
وفي ختام القداس وجه غبطته تحية الى الشبيبة المشاركة في الايام العالمية في البرتغال – لشبونة وطلب الصلاة لهم والعودة الميمونة لمدنهم.