العراقيون المسيحيون يطالبون باحترام حقوقهم
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
عانى العراقيون المسيحيون بشكل كبير خلال العشرين سنة الماضية، من المضايقات والاعتداءات: كالخطف والقتل، والتهميش والتهجير، وتخريب مقابرهم وبيوتهم وتفجير كنائسهم، والاستحواذ على أملاكهم ومناطقهم. في حين كانوا يتطلعون مع مواطنيهم الآخرين، أن توليهم الحكومة الحالية إهتماماً أكبر وتحتضنهم وتحميهم، لكن هذا لم يحصل بسبب تتدخل جهة سياسية (بابليون) تدّعي انها مسيحية وتحاول السيطرة على مقدّرات هذا المكوّن الأصيل.
كانت صدمة تلك التي هزَّت ثقة المسيحيين بالمستقبل وخلقت لديهم قلقاً، عندما أقدم فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف رشيد على سحب المرسوم الجمهوري من الرئيس الاعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ومن دون مسوغ قانوني أو إجتماعي أو أخلاقي زاد الطين بلّة ـ إن سحب المرسوم من الكاردينال استهداف شخصي لمقامه بالرغم من الكلام المعسول الذي صرّح به فخامة الرئيس فيما بعد، كما إنه أهان بذلك الكنيسة الكلدانية وبقية الكنائس.
لو كان فخامته يريد حقاً إصلاح هذا العرف الذي تاريخه أربعة عشر قرناً، لشكّل لجنة قانونية من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب وعرض المسودة على الكاردينال ورؤساء الكنائس ليتم الاتفاق عليها ويقوم بسحب المرسوم القديم ويصدر مرسوماً جديداً في الوقت عينه.
كلنا نعرف، ان من أولويات رئيس الجمهورية والحكومة، معالجة الأزمات الخانقة في البلد من محاربة الفساد و المخدرات وبيوت الدعارة المنتشرة ومعالجة شحة المياه والكهرباء والتصحّر وتوفير الخدمات وتحسين المجال الصحي والتعليمي، وليس خلق أزمة جديدة كنا في غنى عنها ولا يحتاجها البلد.
أقول كأي عراقي مجروح: سوف لن أسكت عن حق المسيحيين والعراقيين و أطالب به ما حييت، ولن أعود الى بغداد إلا بردّ الاعتبار ومعاقبة مسببي هذه الازمة.
من له آذان للسمع فليسمع