المسؤولية والأخلاق
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
وسط ظروف العراق الحالية الصعبة والمعقدة، وما يشهده العالم من صراعات حادة، ثمة ضرورة للترابط والإجماع الأخلاقي والوطني ونبذ نزعة التعصب والكراهية، لإنقاذ البلاد من التصعيد ومن جرّها الى نهاية غير حميدة.
على الحكومة الحالية والقوى السياسية تحمُّل المسؤولية الوطنية والأخلاقية في مسك زمام الأمور بحكمة وعقلانية واختيار السبل السليمة لمنع حصول أزمات أخرى. يكفينا ما حصل لحد الآن…
هذا الإجماع يتطلب حواراً جدياً بين كل الأطراف من ضمنها التيار الصدري، لوضع الصالح العام في المقدمة، واحترام حقوق الإنسان العراقي، وتحقيق العدالة والأمان والاستقرار وتوفير الخدمات وتطوير المجال التعليمي والصحي والاقتصادي، أي بناء دولة حقيقية وترك المصالح الفردية والحزبية، وإنهاء وجود دويلات متنافرة.
في العراق يوجد أكابر في الداخل والخارج يتفانون من أجل بلدهم ويخلصون له، يمكن الاستفادة من خبراتهم ونصائحهم عوض عن بعض المستشارين غير المتوازنين والمتملقين الذين ينصحون العكس! فمن المؤسف أن يستمع رئيس الجمهورية الى بعض مستشاريه أو الى كتائب بابليون الذين ورَّطوه!
لو استمع فخامته الى مستشاريه القانونيين الحقيقيين لما حدث هذا، ولما هدرنا كل هذا الوقت وهذه الطاقات في أزمة سحب المرسوم الجمهوري عن رئيس أكبر كنيسة عراقية داعمة لبناء دولة حقيقية، دولة مواطنة. وأمام حملة التضامن الداخلية والعالمية راح يبحث عن تبريرات لقراره!
ينطبق نفس الكلام على ردود الفعل لعملية حرق القرآن الكريم التي استنكرتها دول العالم والمرجعيات الدينية … كان بالإمكان تقديم طلب الى المحافل الدولية والقانونية لتحريم وتجريم هكذا أفعال مشينة.
أربيل 24 تموز 2023