كلمات الى البطريرك
فاضل ميراني
مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني
يسعدنا نحن في كوردستان ان تكون بيننا، ويؤلمنا الظرف الذي سبق مجيئكم المُطّهر لتكون في كنسيتك العريقة شاكياً من الألم.
يقولون إن الصورة أفضل تعبيراً من الف خبر، لكن صورتك تحتاج الى كثير من الكلام، وكثيراً من الفعل الخيّر الذي نعول أن لا يتأخرا في المسح على جراح تابع السيد المسيح ودليل امّته في بلاد الرافدين.
تاريخ الإيثار والتضحية والقرب من السماء وأوجاع الناس، هو تاريخ في المسيحية عريق ومتصل وعظيم وحاضر ومضطرد، والنفس القويمة والذهن المصيب لا يكاد يستحضر المسيحية ديناً ومجتمعاً حتى يشعر بفخر الانتماء المشترك الذي جمعنا وكثيرين في دروب الإيمان والبذل والخلاص، ولا مكان أبداً للقبول بتعكير صفو نفسكم الكريمة واشغالكم عن خدمات جليلة تقدمونها غبطتكم على دروب تتصل بطريق الآلام الذي مشاه المسيح يوماً.
لم استغرب ومع كل ألمي أن يعاد التاريخ ذاك أو شيء منه لنرى على تقاطيع وجهك وفي نبرات صوتك غصّة مكتومة، فتاريخ رسالة المحبة والإنسانية والإيمان مزدحم بالامتحانات، وانتم وكل سالكي هذه الدروب تسيل منكم دماء مطهرة وتشعّون صبراً وتستبدلون إساءة الآخرين بالإحسان الذي تجود به قوة إيمانكم الأصيلة.
كوردستان هي بيتك، ونحن اهلك، ولئن تكرر معك الألم فأنت تلميذ المسيح الذي تختصر حياته الأوجاع.
نتوق لدق النواقيس وارتفاع التراتيل وامتداد ظلالك الروحية على أخواتنا وإخواننا وأبنائنا في كنيستك، ونحن معك، كنا، ونبقى.