الرئيس يأتي ويذهب ولكن البطريرك باقٍ
المطران باسيليوس يلدو
في دولة العراق، بعد عام 2003 يخضع رئيس الجمهورية من أجل انتخابه الى تحالفات وموافقات وصفقات واتفاقات بين الكتل والبرلمانيين حتى يعيَّن في منصبه كرئيساً للجمهورية.
بينما البطريرك يختاره الاساقفة (رجال الكنيسة نفسها) وهو السينودس المقدَّس ولا يوجد سلطة أعلى منه لاختيار البطريرك، وبعد انتخابه يعطي بابا الفاتيكان البركة له مع مرسوم بانه هو رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ولا يستطيع أحد أن يأخذ منه هذا الحق.
ما جرى في الأيام الأخيرة هو قيام فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد بسحب المرسوم الجمهوري من غبطة البطريرك ساكو باعتباره ليس موظف بالدولة؟
أولاً: البطريرك بالنسبة لنا هو أعلى من أي موظف بالدولة مهما كانت درجته، انه المرجع الديني الأعلى في كنيستنا الكلدانية، ومقامه مثل المراجع الدينية الاخرى للمسلمين.
ثانياً: يُعطى المرسوم للبطريرك لا لأجل التعيين وإنما اعتراف من الدولة بأنه هو المتولي على إدارة الأوقاف التابعة للكنيسة ولتمشية المعاملات الرسمية للمسيحيين في الدولة.
ثالثاً: البطريرك يبقى هو نفسه لا يتغير ولا تتجدد ولايته كما يحدث لرئيس الجمهورية.
لقد رأينا في العراق على مر العصور كم رئيس يتبدل أو تنتهي ولايته او يتغير ولكن البطريرك باقٍ. كذا هو الحال مع غبطة البطريرك ساكو، فمنذ استلامه السدَّة البطريركية، تغيّر في وقته 4 رؤساء جمهورية، من المغفور له مام جلال الطالباني ومروراً بفؤاد معصوم وبرهم صالح وحالياً عبد اللطيف رشيد ولا يزال البطريرك ساكو موجود، ولا يستطيع لأحد ان يزيحه من منصبه إلا اذا تنحّى هو بإرادته، ولأنه البطريرك، لا يوجد في القانون الكنسي سن معين لتقاعده أو استقالته.
يا سيادة الرئيس، نتمنى أن تراجع قرارك، وتكون لك فرصة لكسب ثقة المسيحيين من جديد، لان البطريرك باقٍ سواء كان في بغداد أو أربيل أو البصرة أو أي محافظة عراقية اُخرى لأنه ابن العراق الأصيل وأينما يذهب، فهذه أرض آباءه وأجداده، والكل متضامن معه.