أبناء وكهنة أبرشية بغداد الكلدانية يتضامنون مع كنيستهم
إعلام البطريركية
التأم اليوم، الاثنين ١٧ تموز ٢٠٢٣، في كاتدرائية مار يوسف الكلدانية – خربندة جمع غفير من أبناء أبرشية بغداد الكلدانية مع كهنة الأبرشية، في لقاء صلاة رفعوها من أجل سلام الكنيسة وأمنها تجاه ما تواجهه من صعوبات اليوم، وتضامنا مع رئيس الكنيسة، نيافة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، كلي الطوبى.
وبعد الصلاة التي ترأسها سيادة المطران شليمون وردوني، اتجه جميع الحضور إلى فناء الكنيسة ووقفوا وقفة احتجاج بوجه الأحداث الأخيرة الموجهة ضد الكنيسة في شخص رئيسها، غبطة أبينا البطريرك، رافعين شعارات تأييد لغبطته وتنديد بسحب المرسوم الجمهوري الخاص بالتولية. ثم تلى الأب نظير دكو كلمة أبرشية بغداد الكلدانية، بيّن فيها موقف أبناء الكنيسة الرافض للتدخلات السافرة في الشأن الكنسي.
هذا وقد قامت بعض القنوات الفضائية بتغطية الحدث وأجرت مقابلات مع عدد من الحضور.
وفيما يأتي نص الكلمة:
“إذا رأيتَ أحداً يظلمُ الفقيرَ وينتهِكُ الحقَّ والعَدلَ في بعضِ البلدان، فلا تتعجّبْ من الأمرِ، لأنَّ فوق العالي مَنْ هو أعلى مِنهُ يَحميهِ، وأنَّ فوقَهُما مَنْ هو أعلى منهُما يحميهِما” (الكتاب المقدّس، سفر الجامعة 5/ 8)
نحنُ أبناءُ الكنيسةِ الكلدانيّة، أبناءُ العراقِ الأُصلاء الذين تعودُ جذورُهُم إلى القرونِ الأولى في بلادِ بين النهرَين، أجدادُنا وأباؤنا عَمَلوا في السابق، ونحنُ اليومَ وأبناؤنا في المستقبل، نَعْملُ وَسَنعْملُ جاهدينَ وبكلِّ أمانةٍ في بناءِ هذا البلد، ولمْ تُغيّرْنا المصالحُ الشخصيّة أو المناصب بل نهدفُ دومًا إلى خدمةِ المصلحةِ العامّة والجميعِ دون تفرقة، كما يوصينا السيّدُ المسيح وحبًّا بهذا الوطن.
إنّنا نتعرّضُ اليومَ إلى انتهاكٍ غير مسبوق لحقوقِنا في تاريخِ العراقِ المعاصر، يتمثّلُ في سحبِ المرسومِ الجمهوري رقم (147) لعام 2013، والقاضي بسحبِ التوليةِ عن الكردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانيّة في العراقِ والعالم.
نرى أن هذا المرسوم، بمحتواهُ وصيغةِ إعلانِهِ عِبرَ وسائل الإعلام دونَ علمٍ مُسبق، يتعرّضُ سَلبًا لحقوقِ الكلدان ولوجودِهم في العراق، مما يتنافى مع المادة (125) من الدستورِ العراقي وتنصُّ على ضمانِ الدستور للحقوقِ الإدارية والسياسيّة والثقافيّة والتعليميّة للقوميات وبضمنِهم الكلدان وأن يُنظّم هذا الأمر بقانون. وبدلاً من إصدارِ قانونٍ يحمي هذه الحقوق ويُطَمئنُ أبناءَ شعبِنا بحمايةِ مواطَنتِهم الصالحة، نتفاجأ بهذا المرسوم دون توضيحِ الأمور وفتحِ بابِ الحوار مع المعنيينَ بهذا الشأن.
لقد تعرّضَ المسيحيّون إلى اضطهاداتٍ عديدة في تاريخِهم وفي العقدَين الأخيرَين، تمثّلتْ بتفجيرِ الكنائس، خطفِ وقَتلِ المئات، تهجيرِهم من مدنِهم وقراهم ولأكثرِ من مرّة، مما دفع أكثر من نصفِهم إلى الهجرةِ خارج العراق بسبب تهديداتٍ خارجيّة، وأدّى بالتالي إلى خسارةٍ كبيرةٍ لبلدِنا، فلا نريدُ خسارةً أخرى تُضافُ هذه المرّة من الداخل، ولا نريدُ أن يعيشَ العراقُ في أُفقِ المصالحِ الضيّقة والأنانيّة التي تؤدي به إلى ما لا يُحمَدُ عقباهُ، بل أن يصبحَ دولةَ قانونٍ وحافظًا للقومياتِ والأديانِ والمذاهبِ المتنوّعة كما يُثبِتُ تاريخُهُ ودستورُهُ.
إننا كمواطنين صالحين يسعونَ دومًا إلى السلامِ وإلى الخيرِ العام، نطالبُ رئاسةَ الجمهوريّة إعادةَ النظر في هذا المرسوم الذّي سبّبَ لنا ألمًا وإحباطًا كبيرين، وهدّدَ وجودَنا ومستقبلَنا. ونحن نلتفُّ حول رئاسةِ كنيستِنا الكلدانيّة متمثلةً بالبطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو، لنوجّه هذه الرسالة واثقينَ أن المجالَ لا زالَ مفتوحاً للحفاظِ على الثقةِ المتبادلة وتصحيحِ الأمور بما يتوافق مع توجّهات بلدِنا الحبيب. نؤكد رفضنا القاطع لتدخل بابليون أو أي جهة اُخرى في شؤون كنائسنا.
سنبقى محافظين على إيمانِنا ووطنيّتِنا ومخلصينَ لبلدِنا وشعبِنا مهما كانت الظروف، وسنبقى نطالِبُ بحقوقِنا المشروعة متّكلين على معونة الله أولاً وآخراً، وعلى جهودِ محبّي العراق وذوي الإرادةِ الصالحة.
أبناءُ الكنيسة الكلدانية في بغداد
إعلام البطريركية
التأم اليوم، الاثنين ١٧ تموز ٢٠٢٣، في كاتدرائية مار يوسف الكلدانية – خربندة جمع غفير من أبناء أبرشية بغداد الكلدانية مع كهنة الأبرشية، في لقاء صلاة رفعوها من أجل سلام الكنيسة وأمنها تجاه ما تواجهه من صعوبات اليوم، وتضامنا مع رئيس الكنيسة، نيافة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، كلي الطوبى.
وبعد الصلاة التي ترأسها سيادة المطران شليمون وردوني، اتجه جميع الحضور إلى فناء الكنيسة ووقفوا وقفة احتجاج بوجه الاحداث الأخيرة الموجهة ضد الكنيسة في شخص رئيسها، غبطة أبينا البطريرك، رافعين شعارات تأييد لغبطته وتنديد بسحب المرسوم الجمهوري الخاص بالتولية. ثم تلى الأب نظير دكو كلمة ابرشية بغداد الكلدانية، بيّن فيها موقف أبناء الكنيسة الرافض للتدخلات السافرة في الشأن الكنسي.
هذا وقد قامت بعض القنوات الفضائية بتغطية الحدث وأجرت مقابلات مع عدد من الحضور.
“إذا رأيتَ أحدًا يظلمُ الفقيرَ وينتهِكُ الحقَّ والعَدلَ في بعضِ البلدان، فلا تتعجّبْ من الأمرِ، لأنَّ فوق العالي مَنْ هو أعلى مِنهُ يَحميهِ، وأنَّ فوقَهُما مَنْ هو أعلى منهُما يحميهِما” (الكتاب المقدّس، سفر الجامعة 5/ 8)
نحنُ أبناءُ الكنيسةِ الكلدانيّة، أبناءُ العراقِ الأُصلاء الذين تعودُ جذورُهُم إلى القرونِ الأولى في بلادِ بين النهرَين، أجدادُنا وأباؤنا عَمَلوا في السابق، ونحنُ اليومَ وأبناؤنا في المستقبل، نَعْملُ وَسَنعْملُ جاهدينَ وبكلِّ أمانةٍ في بناءِ هذا البلد، ولمْ تُغيّرْنا المصالحُ الشخصيّة أو المناصب بل نهدفُ دومًا إلى خدمةِ المصلحةِ العامّة والجميعِ دون تفرقة، كما يوصينا السيّدُ المسيح وحبًّا بهذا الوطن.
إنّنا نتعرّضُ اليومَ إلى انتهاكٍ غير مسبوق لحقوقِنا في تاريخِ العراقِ المعاصر، يتمثّلُ في سحبِ المرسومِ الجمهوري رقم (147) لعام 2013، والقاضي بسحبِ التوليةِ عن الكردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانيّة في العراقِ والعالم.
نرى أن هذا المرسوم، بمحتواهُ وصيغةِ إعلانِهِ عِبرَ وسائل الإعلام دونَ علمٍ مُسبق، يتعرّضُ سَلبًا لحقوقِ الكلدان ولوجودِهم في العراق، مما يتنافى مع المادة (125) من الدستورِ العراقي وتنصُّ على ضمانِ الدستور للحقوقِ الإدارية والسياسيّة والثقافيّة والتعليميّة للقوميات وبضمنِهم الكلدان وأن يُنظّم هذا الأمر بقانون. وبدلاً من إصدارِ قانونٍ يحمي هذه الحقوق ويطمئنُ أبناءَ شعبِنا بحمايةِ مواطَنتِهم الصالحة، نتفاجئُ بهذا المرسوم دون توضيحِ الأمور وفتحِ بابِ الحوار مع المعنيينَ بهذا الشأن.
لقد تعرّضَ المسيحيّون إلى اضطهاداتٍ عديدة في تاريخِهم وفي العقدَين الأخيرَين، تمثّلتْ بتفجيرِ الكنائس، خطفِ وقَتلِ المئات، تهجيرِهم من مدنِهم وقراهم ولأكثرِ من مرّة، مما دفع أكثر من نصفِهم إلى الهجرةِ خارج العراق بسبب تهديداتٍ خارجيّة، وأدّى بالتالي إلى خسارةٍ كبيرةٍ لبلدِنا، فلا نريدُ خسارةً أخرى تُضافُ هذه المرّة من الداخل، ولا نريدُ أن يعيشَ العراقُ في أُفقِ المصالحِ الضيّقة والأنانيّة التي تؤدي به إلى ما لا يُحمَدُ عقباهُ، بل أن يصبحَ دولةَ قانونٍ وحافظًا للقومياتِ والأديانِ والمذاهبِ المتنوّعة كما يُثبِتُ تاريخُهُ ودستورُهُ.
إننا كمواطنين صالحين يسعونَ دومًا إلى السلامِ وإلى الخيرِ العام، نطالبُ رئاسةَ الجمهوريّة إعادةَ النظر في هذا المرسوم الذّي سبّبَ لنا ألمًا وإحباطًا كبيرين، وهدّدَ وجودَنا ومستقبلَنا. ونحن نلتفُّ حول رئاسةِ كنيستِنا الكلدانيّة متمثلةً بالبطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو، لنوجّه هذه الرسالة واثقينَ أن المجالَ لا زالَ مفتوحًا للحفاظِ على الثقةِ المتبادلة وتصحيحِ الأمور بما يتوافق مع توجّهات بلدِنا الحبيب. نؤكد رفضنا القاطع لتدخل بابليون او اي جهة اخرى في شؤون كنائسنا.
سنبقى محافظين على إيمانِنا ووطنيّتِنا ومخلصينَ لبلدِنا وشعبِنا مهما كانت الظروف، وسنبقى نطالِبُ بحقوقِنا المشروعة متّكلين على معونة الله أولاً وآخرًا، وعلى جهودِ محبّي العراق وذوي الإرادةِ الصالحة.
أبناءُ الكنيسة الكلدانية في بغداد