المطران يلدو لرئيس الجمهورية: البطريرك ساكو، جبل لا يهزه ريح
المطران باسيليوس يلدو
الى فخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور عبد اللطيف رشيد المحترم
اكتب لكم بصفتي المعاون البطريركي للكلدان مستغربا من قراركم المفاجئ وبهذا التوقيت بالذات بسحب المرسوم الجمهوري رقم (١٤٧) لسنة ٢٠١٣ الذي يخص بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو على أساس ان ليس للمرسوم الصادر سند دستوري أو قانوني؟ هل لكم ان تقولوا لنا ما هو السند الدستوري والقانوني؟ وهل بعد 10 سنوات اكتشفتم ذلك؟
بالبداية احب ان اعرفكم على البطريرك ساكو، ولو انني متأكد هو معروف لكل العراقيين، بحبه للوطن ونزاهته وصاحب مبدأ، ولا يقبل الخطأ ولا يسكت عن الفساد مهما كان الثمن، وعندما يتبنى قضية يبقى يدافع عنها حتى الرمق الاخير، كما اعرفه مثل الجبل الذي لا تهزه الرياح مهما كانت قوية وجارفة!
انه كاردينال العراق يعني أحد مساعدي قداسة البابا فرنسيس الذي يتبعه اكثر من مليار ونصف كاثوليكي بالعالم، كما انه معروف لدى كل سفراء الدول بالعراق وله مكانته بين بطاركة الشرق الاوسط.
وبالنسبة لنا نحن الكلدان البطريرك هو الرمز والمرجع الديني وحامي ممتلكات الكنيسة واوقافها، واستهدافكم له هو ضد مقام المرجع الديني المسيحي في العراق وليس ضد الشخص نفسه.
المسيحيون في العراق ساهموا في بناء حضارة العراق في مختلف المجالات: الثقافية والسياسية والعلمية والمهن الطبية والفنية والرياضية وعملوا دوماً على رفع اسمه في المحافل الدولية والعالمية وكانوا دائما اوفياء لبلدهم أينما ذهبوا، ودافعوا عنه وقدموا العديد من الشهداء، أهكذا يجازون؟
· اين احترام الحكومة للمكون المسيحي بهذا القرار؟
· اين الوفاء والعرفان بالجميل لأبناء البلد الأصليين ؟
· أين هو احترامكم للمرجعيات الدينية بهذا الانتهاك؟
· أين هو الدستور الذي يكفل حقوق الأقليات الدينية ؟
· أين هو تقديركم لمكانة الكنيسة الكلدانية باستهداف رئيسها؟
إننا إذ نرفض بشدة مسّ شخص البطريرك، نطالب رئيس الجمهورية لا فقط بسحب القرار وانما بتقديم اعتذار رسمي لغبطة البطريرك ساكو المعروف بمواقفه الوطنية وحبه لبلده العراق، وخلافا لذلك سيكون هناك غضب وانزعاج كبير من قبل ابناء هذه الكنيسة العريقة المتواجدين في كل العالم.
بالختام نتمنى ان تعيدوا النظر بقراركم، والا فانكم تستهدفون جبل لا يهزه ريح!
لأنه سيبقى هو البطريرك والكاردينال والمرجع الديني لكنيستنا وكلنا معه.