خاطرة: النقد ليس الانتقاد
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
اليوم نتلقى كمًّا هائلا من المعلومات من خلال لقاءاتنا مع الناس أو التلفزيون والموبايل وزياراتنا لمواقع التواصل الاجتماعي.. لهذه المعلومات تأثيرات كبيرة على شخصيتنا ومجتمعنا ومستقبلنا…علينا ان ننقدها لنتوصل الى معرفة الحقيقة وتبنيها.
غالباً ما نخلط بين النقد والانتقاد والمباديء وما تربينا عليه من موروث في العائلة والقرية والمدينة والمجتمع..
النقد علمٌ يعتمد على قوّة البصيرة من التفكير والمساءلة والدرس والتحليل والتمييز لنتوصل الى الحقيقة. وعندما نعرف الحقيقة نصدقها ونتراجع عن الخطأ. النقد بنّاء يهدف الى الإصلاح ونحن بحاجة اليه لتحريك أفكارنا وتشجع على التحول وتطور عقليتنا و ضبط سلوكنا.
الانتقاد يختلف عن النقد. الانتقاد عادة يعتمد على العاطفة والموروث التقليدي أي ما تعلمناه ونحن صغار ايام زمان ونأخذ به للتهجم والتهكم التلقائي على من يختلف معنا. الانتقاد حالة منتشرة خصوصا في مجتمعاتنا الشرقية. يقول المثل الموصلي ” حب واحكي وبغض واحكي” !.
المنتقد وليس الناقد يزعم انه صاحب مبدأ ومعرفة، متحجر لا يسائل نفسه ولا يقبل ان يعيد النظر في ارائه ومواقفه عندما يشرح له..
الانتقاد لا ذوق له ولا لغة انما يصب في نوع من الهلوسة كما نقرأ في بعض المواقع… وهذا يشمل أيضا المجال الديني والاجتماعي…
علينا ان ندرك ان المبادئ حصيلة تجربة وتفكير ونضج شخصي، وليست تركة” إرث” نتسلمه ونقبله بشكل أعمى. بعض المباديء قابلة للتطور العقلي مع الوقت، من دون أن يعتبر ذلك عيباً. نحن بحاجة الى كلمات جديدة ومصطلحات جديدة واشكال جديدة للحياة مع الحفاظ على الجوهر. التجدد سنة الحياة!
المبادئ الصحيحة تجعلنا اشخاصاً راشدين نتحمل مسؤوليتنا وقادرين على إدارة شؤون حياتنا وعائلتنا وكنيستنا بطريقة صحيحة وليس كروبوتات.